الأبدال والأوتاد والأقطاب - الصفحه 10

على ذلك ابن تيميّة وكذلك السخاوي . ۱

الأبدال والأوتاد والأقطاب الحقيقيّون

يتمثّل الموضوع الذي يستحقّ التأمّل كثيراً ، في تقييم روايات الأبدال ، في التفسير الذي نقل في كتاب الاحتجاج عن خالد بن أبي هيثم الفارسي ، عن الإمام الرضا عليه السلام ، حيث يقول :
قُلتُ لِأَبِي الحَسَنِ الرِّضا عليه السلام : إنَّ النّاسَ يَزعُمونَ أنَّ فِي الأَرضِ أبدالاً ، فَمَن هؤُلاءِ الأَبدالُ؟
فيجيب الإمام قائلاً :
صَدَقُوا ، الأَبدالُ هُمُ الأَوصِياءُ ، جَعَلَهُمُ اللّهُ عز و جل فِي الأَرضِ بَدَلَ الأَنبِياءِ إذا رَفَعَ الأَنبِياءَ وخَتَمَهُم بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله . ۲
وفي هذه الرواية ملاحظتان تستحقّان الاهتمام :
الاُولى : إنّ موضوع «الأبدال» كان شائعاً في القرن الثاني الهجري بين عموم أهل السنّة ، ولكنّه لم يكن مطروحاً أساساً أو شائعاً في روايات أهل البيت عليهم السلام .
الملاحظة الثانية : إنّ الإمام عليه السلام أيّد المفهوم الحقيقي لمصطلح «الأبدال» ، مع الردّ الضمني على المفاهيم المنتحلة المعاصرة لدخول هذا المصطلح وفسّره بأوصياء الأنبياء . كما أنّ كلمة «الأوتاد» و«القطب» أطلقتا في عدد من الروايات على أئمّة أهل البيت عليهم السلام ، أو الشخصيّات المحوريّة من أصحابهم .
ومع أخذ ما ذُكر بنظر الاعتبار ، يمكن القول إنّ العناوين والمصطلحات المذكورة وخاصّة عنوان «الأبدال» لا تمتدّ جذورها في التعاليم الأصيلة للكتاب والسنّة ، إلّا

1.الوضّاعون وأحاديثهم للأميني : ص ۲۸ و ۲۹ .

2.راجع : ص ۳۰۷ ح ۸۲۳۶ .

الصفحه من 28