البداء (تفصیلی) - الصفحه 32

وَالبَدءِ ، فَهُما فِي العِلمِ بابانِ مَقرونانِ ؛ لِأَنَّ مُلكَ العَرشِ سِوى مُلكِ الكُرسِيِّ ، وعِلمَهُ أغيَبُ مِن عِلمِ الكُرسِيِّ ، فَمِن ذلِكَ قالَ : «رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ» أي صِفَتُهُ أعظَمُ مِن صِفَةِ الكُرسِيِّ ، وهُما في ذلِكَ مَقرونانِ قُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ ، فَلِمَ صارَ فِي الفَضلِ جارَ الكُرسِيِّ ؟
قالَ : إنَّهُ صارَ جارَهُ لِأَنَّ عِلمَ الكَيفوفِيَّةِ ۱ فيهِ ، وفيهِ الظّاهِرُ مِن أبوابِ البَداءِ ، وأينِيَّتِها ، وحَدِّ رَتقِها وفَتقِها . ۲

۸۳۰۵.الغيبة للطوسي عن أبي هاشم الجعفري :سَأَلَ مُحَمَّدُ بنُ صالِحٍ الأَرمَنِيُّ أبا مُحَمَّدٍ العَسكَرِيَّ عليه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «يَمْحُواْ اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ»۳ .
فَقالَ أبو مُحَمَّدٍ عليه السلام : وهَل يَمحو إلّا ما كانَ ، ويُثبِتُ إلّا ما لَم يَكُن ؟ فَقُلتُ في نَفسي : هذا خِلافُ ما يَقولُ هِشامُ بنُ الحَكَمِ : إنَّهُ لا يَعلَمُ الشَّيءَ حَتّى يَكونَ !
فَنَظَرَ إلَيَّ أبو مُحَمَّدٍ عليه السلام فَقالَ : تَعالَى الجَبّارُ العالِمُ بِالأَشياءِ قَبلَ كَونِها ۴ . ۵

۸۳۰۶.علل الشرائع عن سماعة :أنَّهُ سَمِعَهُ عليه السلام وهُوَ يَقولُ : ما رَدَّ اللّهُ العَذابَ عَن قَومٍ قَد أظَلَّهُم ۶ إلّا قَومِ يونُسَ . فَقُلتُ : أكانَ قَد أظَلَّهُم؟ فَقالَ : نَعَم ، حَتّى نالوهُ بِأَكُفِّهِم . قُلتُ : فَكَيفَ كانَ ذلِكَ ؟ قالَ : كانَ فِي العِلمِ المُثبَتِ عِندَ اللّهِ عز و جل ، الَّذي لَم يَطَّلِع عَلَيهِ أحَدٌ أنَّهُ سَيَصرِفُهُ عَنهُم . ۷

1.. كيفيّةُ الشيء : حالُهُ وصفتُهُ (المعجم الوسيط : ج ۲ ص ۸۰۷ «كيف») .

2.. التوحيد : ص ۳۲۱ ح ۱ عن حنان بن سدير ، بحار الأنوار : ج ۵۸ ص ۳۰ ح ۵۱ .

3.. الرعد : ۳۹ .

4.. من المحتمل أن يكون الراوي - وهو أبو هشام الجعفري - لم يكن قد فهم مراد هشام بن الحكم ومقصوده ، وأراد الإمام عليه السلام هنا أن يصحّح ما فهمه الجعفري ويردّه .

5.. الغيبة للطوسي : ص ۴۳۰ ح ۴۲۱ ، كشف الغمّة : ج ۳ ص ۲۰۹ ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۱۱۵ .

6.. أظلّكم : أي أقبل عليكم ، ودنا منكم ، كأنّه ألقى عليكم ظلَّهُ (النهاية : ج ۳ ص ۱۶۰ «ظلل») .

7.. علل الشرائع : ص ۷۷ ح ۲ ، بحار الأنوار : ج ۱۴ ص ۳۸۶ ح ۴ .

الصفحه من 76