البرکة (تفصیلی) - الصفحه 46

۸۷۰۷.الكافي عن السكوني عن الإمام الصادق عليه السلام :ما أحسَنَ عَبدٌ الصَّدَقَةَ فِي الدُّنيا إلّا أحسَنَ اللّه ُ الخِلافَةَ عَلى وُلدِهِ مِن بَعدِهِ .
وقالَ : حُسنُ الصَّدَقَةِ يَقضِي الدَّينَ ويَخلُفُ عَلَى البَرَكَةِ . ۱

۸۷۰۸.الإمام الكاظم عليه السلام :كانَ الصّادِقُ عليه السلام في طَريقٍ ومَعَهُ قَومٌ مَعَهُم أموالٌ ، وذُكِرَ لَهُم أنَّ بارِقَةً فِي الطَّريقِ يَقطَعونَ عَلَى النّاسِ ، فَارتَعَدَت فَرائِصُهُم ، فَقالَ لَهُمُ الصّادِقُ عليه السلام : ما لَكُم؟ قالوا : مَعَنا أموالُنا نَخافُ عَلَيها أن تُؤخَذَ مِنّا ، أفَتَأخُذُها مِنّا؟ فَلَعَلَّهُم يَندَفِعونَ عَنها إذا رَأَوا أنَّها لَكَ ، فَقالَ : وما يُدريكُم لَعَلَّهُم لا يَقصِدونَ غَيري ، ولَعَلَّكُم تُعَرِّضونّي بِها لِلتَّلَفِ !
فَقالوا : فَكَيفَ نَصنَعُ ، نَدفِنُها؟
قالَ : ذلِكَ أضيَعُ لَها ، فَلَعَلَّ طارِئاً يَطرَأُ عَلَيها فَيَأخُذُها ، ولَعَلَّكُم لا تَغتَدونَ ۲ إلَيها بَعدُ .
فَقالوا : كَيفَ نَصنَعُ؟ دُلَّنا .
قالَ : أودِعوها مَن يَحفَظُها ويَدفَعُ عَنها ويُربيها ويَجعَلُ الواحِدَ مِنها أعظَمَ مِنَ الدُّنيا وما فيها ، ثُمَّ يَرُدُّها ويُوَفِّرُها عَلَيكُم أحوَجَ ما تَكونونَ إلَيها .
قالوا : مَن ذاكَ؟ قالَ : ذاكَ رَبُّ العالَمينَ .
قالوا : وكَيفَ نودِعُهُ؟
قالَ : تَتَصَدَّقونَ بِهِ عَلى ضُعَفاءِ المُسلِمينَ .
قالوا : وأَنّى لَنَا الضُّعَفاءُ بِحَضرَتِنا هذِهِ؟!
قالَ : فَاعزِموا ۳ عَلى أن تَتَصَدَّقوا بِثُلُثِها لِيَدفَعَ اللّه ُ عَن باقيها مَن تَخافونَ .
قالوا : قَد عَزَمنا .
قالَ : فَأَنتُم في أمانِ اللّه ِ ، فَامضوا ، فَمَضَوا ، فَظَهَرَت لَهُمُ البارِقَةُ فَخافوا .
فَقالَ الصّادِقُ عليه السلام : كَيفَ تَخافونَ وأَنتُم في أمانِ اللّه ِ عز و جل ؟! فَتَقَدَّمَ البارِقَةُ وتَرَجَّلوا وقَبَّلوا يَدَ الصّادِقِ عليه السلام وقالوا : رَأَينَا البارِحَةَ في مَنامِنا رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله يَأمُرُنا بِعَرضِ أنفُسِنا عَلَيكَ ، فَنَحنُ بَينَ يَدَيكَ ونَصحَبُكَ وهؤُلاءِ لِنَدفَعَ عَنهُمُ الأَعداءَ وَاللُّصوصَ .
فَقالَ الصّادِقُ عليه السلام : لا حاجَةَ بِنا إلَيكُم ، فَإِنَّ الَّذي دَفَعَكُم عَنّا يَدفَعُهُم ، فَمَضَوا سالِمينَ ، وتَصَدَّقوا بِالثُّلُثِ وبورِكَ لَهُم في تِجاراتِهِم ، فَرَبِحوا لِلدِّرهَمِ عَشَرَةً ، فَقالوا : ما أعظَمَ بَرَكَةِ الصّادِقِ عليه السلام !
فَقالَ الصّادِقُ عليه السلام : قَد تَعَرَّفتُمُ البَرَكَةَ في مُعامَلَةِ اللّه ِ عز و جل ، فَدوموا عَلَيها . ۴

1.الكافي : ج ۴ ص ۱۰ ح ۵ عن السكوني .

2.في بحار الأنوار : «لا تهتدون إليها» .

3.في المصدر : «فاعرضوا» ، والصحيح ما أثبتناه كما في بحارالأنوار ووسائل الشيعة.

4.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۲ ص ۴ ح ۹ عن أحمد بن الحسن الحسيني عن الإمام العسكري عن آبائه عليهم السلام ، بحارالأنوار : ج ۹۶ ص ۱۲۰ ح ۲۳ .

الصفحه من 156