البرهان (تفصیلی) - الصفحه 17

۹۱۳۳.عنه عليه السلام :سُبحانَكَ يا إلهي ... أكرَمتَنا بِمَعرِفَتِكَ ، وأَظهَرتَ عَلَينا حُجَّتَكَ ، وأَسبَغتَ ۱ عَلَينا نِعمَتَكَ ، وهَدَيتَنا إلى تَوحيدِكَ ، وسَهَّلتَ لَنَا المَسلَكَ إلَى النَّجاةِ ، وحَذَّرتَنا سَبيلَ المَهلَكَةِ ، فَكانَ جَزاؤُكَ مِنّا أن كافَأناكَ عَلَى الإِحسانِ بِالإِساءَةِ ، اجتِراءً مِنّا عَلى ما أسخَطَ ، ومُسارَعَةً إلى ما باعَدَ مِن رِضاكَ ، وَاغتِباطا بِغُرورِ آمالِنا ، وإعراضا عَلى زَواجِرِ آجالِنا . ۲

۹۱۳۴.الإمام الصادق عليه السلامإنَّ اللّه َ احتَجَّ عَلَى النّاسِ بِما آتاهُم وعَرَّفَهُم . ۳

۹۱۳۵.عنه عليه السلام :إنَّ أمرَ اللّه ِ كُلَّهُ عَجيبٌ ، إلّا أنَّهُ قَدِ احتَجَّ عَلَيكُم بِما قَد عَرَّفَكُم مِن نَفسِهِ . ۴

۹۱۳۶.عنه عليه السلام :قالَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : أنزَلَ اللّه ُ « الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّـلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ »۵ . فَكانَ في هذِهِ الآيَةِ رَدٌّ عَلى ثَلاثَةِ أصنافٍ مِنهُم ، لَمّا قالَ : « الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ » فَكانَ رَدّا عَلَى الدَّهرِيَّةِ ۶ الَّذينَ قالوا : إنَّ الأَشياءَ لا بَدءَ لَها وهِيَ دائِمَةٌ ، ثُمَّ قالَ : « وَجَعَلَ الظُّـلُمَاتِ وَالنُّورَ » ، فَكانَ رَدّا عَلَى الثَّنَوِيَّةِ ۷
الَّذينَ قالوا : إنَّ النّورَ وَالظُّلمَةَ هُمَا المُدَبِّرانِ ، ثُمَّ قالَ : « ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ » فَكانَ رَدّا عَلى مُشرِكِي العَرَبِ الَّذينَ قالوا : إنَّ أوثانَنا آلِهَةٌ .
ثُمَّ أنزَلَ اللّه ُ : « قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » إلى آخِرِها ، فَكانَ رَدّا عَلى مَنِ ادَّعى مِن دونِ اللّه ِ ضِدّا أو نِدّا .
قالَ : فَقالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله لِأَصحابِهِ : قولوا : « إِيَّاكَ نَعْبُدُ » أي : نَعبُدُ واحِدا لا نَقولُ كَما قالَتِ الدَّهرِيَّةُ : إنَّ الأَشياءَ لا بَدءَ لَها وهِيَ دائِمَةٌ ، ولا كَما قالَتِ الثَّنَوِيَّةُ الَّذينَ قالوا : إنَّ النّورَ وَالظُّلمَةَ هُمَا المُدَبِّرانِ ، ولا كَما قالَ مُشرِكُو العَرَبِ : إنَّ أوثانَنا آلِهَةٌ ، فُلا نشرِكُ بِكَ شَيئا ، ولا نَدعو مِن دونِكَ إلها كَما يَقولُ هؤُلاءِ الكُفّارُ ، ولا نَقولُ كَما قالَتِ اليَهودُ وَالنَّصارى : إنَّ لَكَ وَلَدا تَعالَيتَ عَن ذلِكَ عُلُوّا كَبيرا .
قالَ : فَذلِكَ قَولُهُ : « وَ قَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى »۸ وقالَت طائِفَةٌ غَيرُهُم مِن هؤُلاءِ الكُفّارِ ما قالوا ، قالَ اللّه ُ تَعالى : يا مُحَمَّدُ : « تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ » الَّتي يَتَمَنَّونَها بِلا حُجَّةٍ : « قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ » وحُجَّتَكُم عَلى دَعواكُم « إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ » كَما أتى مُحَمَّدٌ بِبَراهينِهِ الَّتي سَمِعتُموها . ۹

1.إسباغُ النعمةِ : توسعتها ( مجمع البحرين : ج ۲ ص ۸۱۰ « سبغ » ) .

2.بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۱۲۴ نقلاً عن الكتاب العتيق الغروي .

3.الكافي : ج ۱ ص ۱۶۲ ح ۱ ، التوحيد : ص ۴۱۰ ح ۲ كلاهما عن ابن الطيّار ، المحاسن : ج ۱ ص ۳۶۹ ح ۸۰۳ عن النضر بن قرواش ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۱۹۶ ح ۸ .

4.الكافي : ج ۱ ص ۸۶ ح ۳ عن إبراهيم بن عمر .

5.الأنعام : ۱ .

6.الدهريّةُ : قوم يقولون : لا ربّ ولا جَنَّة ولا نار ، ويقولون : ما يُهلِكُنا إلّا الدهر ( مجمع البحرين : ج ۱ ص ۶۱۶ « دهر » ) .

7.الثَنويّةُ : هم فرقة من المجوس يُثبتون مبدَأين : مبدأ للخير ومبدأ للشَرِّ ، وهما النور والظُلمة ( مجمع البحرين : ج ۱ ص ۲۵۷ « ثنى » ) .

8.البقرة : ۱۱۱ .

9.الإحتجاج : ج ۱ ص ۴۵ ح ۲۱ ، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص ۵۴۲ ح ۳۲۴ ، بحار الأنوار : ج ۹ ص ۲۶۶ ح ۱ .

الصفحه من 60