البرهان (تفصیلی) - الصفحه 41

۹۲۰۴.الكافي عن منصور بن حازم :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّه ِ عليه السلام : إنَّ اللّه َ أجَلُّ وأَكرَمُ مِن أن يُعرَفَ بِخَلقِهِ ، بَلِ الخَلقُ يُعرَفونَ بِاللّه ِ ، قالَ : صَدَقتَ ، قُلتُ : إنَّ مَن عَرَفَ أنَّ لَهُ رَبّا ، فَيَنبَغي لَهُ أن يَعرِفَ أنَّ لِذلِكَ الرَّبِّ رِضا وسَخَطا ، وأَنَّهُ لا يُعرَفُ رِضاهُ وسَخَطُهُ إلّا بِوَحيٍ أو رَسولٍ ، فَمَن لَم يَأتِهِ الوَحيُ فَقَد يَنبَغي لَهُ أن يَطلُبَ الرُّسُلَ ، فَإِذا لَقِيَهُم عَرَفَ أنَّهُمُ الحُجَّةُ ، وأَنَّ لَهُمُ الطّاعَةَ المُفتَرَضَةَ .
وقُلتُ لِلنّاسِ : تَعلَمونَ أنَّ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله كانَ هُوَ الحُجَّةَ مِنَ اللّه ِ عَلى خَلقِهِ ؟ قالوا : بَلى ، قُلتُ : فَحينَ مَضى رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله مَن كانَ الحُجَّةَ عَلى خَلقِهِ ؟ فَقالوا : القُرآنُ . فَنَظَرتُ فِي القُرآنِ فَإِذا هُوَ يُخاصِمُ بِهِ المُرجِيُّ وَالقَدَرِيُّ وَالزِّنديقُ الَّذي لا يُؤمِنُ بِهِ ، حَتّى يَغلِبَ الرِّجالَ بِخُصومَتِهِ ، فَعَرَفتُ أنَّ القُرآنَ لا يَكونُ حُجَّةً إلّا بِقَيِّمٍ ، فَما قالَ فيهِ مِن شَيءٍ كانَ حَقّا ، فَقُلتُ لَهُم : مَن قَيِّمُ القُرآنِ ؟ فَقالوا : اِبنُ مَسعودٍ قَد كانَ يَعلَمُ وعُمَرُ يَعلَمُ ، وحُذَيفَةُ يَعلَمُ . قُلتُ : كُلَّهُ ؟ قالوا : لا!
فَلَم أجِد أحَدا يُقالُ : إنَّهُ يَعرِفُ ذلِكَ كُلَّهُ إلّا عَلِيّا عليه السلام ، وإذا كانَ الشَّيءُ بَينَ القَومِ فَقالَ هذا : لا أدري ، وقالَ هذا : لا أدري ، وقالَ هذا : لا أدري ، وقال هذا : أنَا أدري ، فَأَشهَدُ أنَّ عَلِيّا عليه السلام كانَ قَيِّمَ القُرآنِ ، وكانَت طاعَتُهُ مُفتَرَضَةً ، وكانَ الحُجَّةَ عَلَى النّاسِ بَعدَ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، وأَنَّ ما قالَ فِي القُرآنِ فَهُوَ حَقٌّ .
فَقالَ : رَحِمَكَ اللّه ُ . ۱

1.الكافي : ج ۱ ص ۱۶۸ ح ۲ ، وسائل الشيعة : ج ۱۸ ص ۱۲۹ ح ۳۳۵۰۹ .

الصفحه من 60