البرهان (تفصیلی) - الصفحه 59

۹۲۷۰.الإمام عليّ عليه السلامـ في إرسالِ اللّه ِ تَعالَى الحُجَجَ إلى خَلقِهِ ـ :اِختارَ آدَمَ عليه السلام ... فَأَهبَطَهُ بَعدَ التَّوبَةِ لِيَعمُرَ أرضَهُ بِنَسلِهِ ، ولِيُقيمَ الحُجَّةَ بِهِ عَلى عِبادِهِ . ولَم يُخلِهِم بَعدَ أن قَبَضَهُ ، مِمّا يُؤَكِّدُ عَلَيهِم حُجَّةَ رُبوبِيَّتِهِ ، ويَصِلُ بَينَهُم وبَينَ مَعرِفَتِهِ ، بَل تَعاهَدَهُم بِالحُجَجِ عَلى ألسُنِ الخِيَرَةِ مِن أنبِيائِهِ ، ومُتَحَمِّلي وَدائِعِ رِسالاتِهِ ، قَرنا فَقَرنا حَتّى تَمَّت بِنَبِيِّنا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله حُجَّتُهُ ، وبَلَغَ المَقطَعَ عُذرُهُ ونُذُرُهُ . ۱

۹۲۷۱.عنه عليه السلام :اِصطَفى سُبحانَهُ مِن وَلَدِهِ [آدَمَ عليه السلام ]أنبِياءَ أخَذَ عَلَى الوَحيِ ميثاقَهُم ، وعَلى تَبليغِ الرِّسالَةِ أمانَتَهُم ، لَمّا بَدَّلَ أكثَرُ خَلقِهِ عَهدَ اللّه ِ إلَيهِم فَجَهِلوا حَقَّهُ ، وَاتَّخَذُوا الأَندادَ مَعَهُ ، وَاجتالَتهُمُ ۲
الشَّياطينُ عَن مَعرِفَتِهِ ، وَاقتَطَعَتهُم عَن عِبادَتِهِ .
فَبَعَثَ فيهِم رُسُلَهُ ، وواتَرَ إلَيهِم أنبِياءَهُ ، لِيَستَأدوهُم ميثاقَ فِطرَتِهِ ، ويُذَكِّروهُم مَنسِيَّ نِعمَتِهِ ، ويَحتَجّوا عَلَيهِم بِالتَّبليغِ ، ويُثيروا لَهُم دَفائِنَ العُقولِ ، ويُروهُم آياتِ المَقدِرَةِ مِن سَقفٍ فَوقَهُم مَرفوعٍ ، ومِهادٍ تَحتَهُم مَوضوعٍ ، ومَعايِشَ تُحييهِم ، وآجالٍ تُفنيهِم ، وأَوصابٍ ۳ تُهرِمُهُم ، وأَحداثٍ تَتابَعُ عَلَيهِم .
ولَم يُخلِ اللّه ُ سُبحانَهُ خَلقَهُ مِن نَبِيٍّ مُرسَلٍ ، أو كِتابٍ مُنزَلٍ ، أو حُجَّةٍ لازِمَةٍ ، أو مَحَجَّةٍ قائِمَةٍ . رُسُلٌ لا تُقَصِّرُ بِهِم قِلَّةُ عَدَدِهِم ، ولا كَثرَةُ المُكَذِّبينَ لَهُم ، مِن سابِقٍ سُمِّيَ لَهُ مَن بَعدَهُ ، أو غابِرٍ عَرَّفَهُ مَن قَبلَهُ ، عَلى ذلِكَ نَسَلَتِ القُرونُ ، ومَضَتِ الدُّهورُ ، وسَلَفَتِ الآباءُ ، وخَلَفَتِ الأَبناءُ . ۴

1.نهج البلاغة : الخطبة ۹۱ ، بحار الأنوار : ج ۵۷ ص ۱۱۲ ح ۹۰ .

2.فاجتالَتهُم الشياطينُ : أي استخفّتهم فجالوا معهم في الضلال ( النهاية : ج ۱ ص ۳۱۷ « جول » ) .

3.الوَصَبُ : المَرضُ والجمع أوصاب ( مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۹۴۰ « وصب » ) .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۱ ، بحار الأنوار : ج ۱۱ ص ۶۰ ح ۷۰ .

الصفحه من 60