البسملة (تفصیلی) - الصفحه 25

كلام حول بدء كلّ كتاب سماويّ بالبسملة

يجب أن لا نشكّ على ما يبدو في أنّ جميع الكتب السماوية بدأت باسم اللّه ، ولكن هل اقترنت عبارة «بسم اللّه » في بداية الكتب السماوية بكلمتي «الرحمن الرحيم» أم لا؟ توجد في هذا المجال طائفتان من الروايات :
الطائفة الاُولى : هي الروايات الّتي تصرّح بأنّ جميع الكتب السماوية بدأت بجملة «بسم اللّه الرحمن الرحيم» ، مثل الروايات الّتي لاحظناها .
الطائفة الثانية : الروايات ۱ الّتي تصرّح بأنّ آية «بسم اللّه الرحمن الرحيم» لم تنزل قبل رسول اللّه صلى الله عليه و آله على أيِّ نبيّ سوى سيّدنا سليمان ، مثل الرواية التالية المنقولة عن الإمام عليّ عليه السلام :
إنَّ اللّه َ خَصَّ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله وَشَرَّفَهُ بِها وَلَم يُشرِك مَعَهُ فيها أحَدا مِن أنبيائِهِ ما خَلا سُلَيمانَ عليه السلام ، فَإِنَّه أعطاهُ مِنها بِسمِ اللّه ِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، يَحكي عَن بِلقيسَ حينَ قالَت : «أُلْقِىَ إِلَىَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ»۲ . ۳
وممّا يجدر ذكره أنّ كلا الطائفتين من الروايات ضعيفتان من حيث السند ، ولكن يمكن الجمع بينهما من حيث الدلالة ، بأن نقول : إن الإمام عليه السلام قال : «أَوّلُ كُلِّ كِتابٍ نَزَلَ مِنَ السَّماءِ بِسمِ اللّه ِ» ، ولكنّ الراوي ظنّ أنّ مراد الإمام آية «بسم اللّه الرّحمن الرّحيم» .
ولكنّنا إذا أخذنا بعين الاعتبار تعدّد روايات الطائفة الاُولى ، يبدو من المستبعد أن يكون جميع الرواة قد وقعوا في مثل هذا الخطأ .
وقد قُدّمت وجوه اُخرى للجمع بينهما من ناحية الدلالة ، ولكنّها أضعف من هذا الوجه ، والأمر سهل .

1.راجع : الأمالي للصدوق : ص ۲۴۱ ح ۲۵۵ و التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ عليه السلام : ص ۵۹۱ ح ۳۵۳ و المعجم الأوسط : ج ۱ ص ۱۹۶ ح ۶۲۵ و سنن الدارقطني : ج ۱ ص ۳۱۰ ح ۲۹ و فضائل القرآن لأبي عبيد : ص ۲۱۶ و الدرّ المنثور : ج ۱ ص ۲۰ نقلاً عن ابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان .

2.النمل : ۲۹ و ۳۰ .

3.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۳۰۱ ح ۶۰ ، الأمالي للصدوق : ص ۲۴۰ ح ۲۵۵ ، مجمع البيان : ج ۱ ص۸۸ ، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص۲۹ ح۱۰، بحارالأنوار : ج۹۲ ص۲۲۷ ح۵ .

الصفحه من 72