البشاشة في الحديث
لم تستخدم كلمتا «البشاشة» و«البشر» في القرآن الكريم ، إلّا أنّهما استخدمتا على نطاق واسع في روايات أهل البيت عليهم السلام . ونحن نلفت أنظار القرّاء إلى الملاحظات التالية قبل ملاحظة هذه الروايات :
1 . العلاقة بين البشاشة وحسن الخلق
تُعدّ البشاشة عند الالتقاء بالآخرين من مصاديق حسن الخلق . فقد استخدم حسن الخلق في الروايات الإسلامية في معنيين ؛ بمعنى البشاشة أحياناً ، ومطلق مكارم الأخلاق أحياناً اُخرى ، حيث إنّ البشاشة من مصاديقها . ولذلك ، فإنّ جميع النصوص التي أوصت بحسن الخُلق ۱ تعدّ بالإضافة إلى روايات هذا الفصل ، من نصوص هذا الفصل أيضاً .
2 . قيمة البشاشة
تعتبر البشاشة خلال التعامل مع الآخرين من خصوصيات جميع الأنبياء والأولياء وخاصة خاتم الأنبياء صلى الله عليه و آله وأمير المؤمنين عليه السلام .
وقد اعتبرت البشاشة في الروايات الإسلامية نوعاً من الصدقة والبذل والعطاء ، بل إنّها تتمتّع بالأهمّية والقيمة أكثر من البذل .
وهذه الخصلة مستحسنة للجميع ، وتتمتّع بأهمّية أكبر بالنسبة إلى المسؤولين في النظام الإسلامي ، ولذلك فقد كان الإمام علي عليه السلام يطلب من عُمّاله بشكل رسمي أن يتعاملوا مع الناس بالبشر والبشاشة . ۲
1.سوف نورد هذه النصوص إن شاء اللّه تحت عنوان الخلق في هذه الموسوعة .
2.راجع : ص ۳۱۲ (تأكيد طلاقة الوجه للاُمراء والموظّفين) .