البغض (تفصیلی) - الصفحه 64

ج ـ تَجَنُّبُ هَجرِ المُؤمِنِ قال المحقق الأردبيلي في مجمع الفائدة والبرهان ج ۱۲ ص ۳۴۴ ـ ۳۴۶ : وأيضا تحريم الهجر بدون البغض والغيظ والكدورة والاستثقال الذي هو معنى البغض عنده غير معلوم ، وإن ورد أخبار كثيرة دالّة على تحريمه على الوجه الذي فيه مبالغة ، بحيث يفهم كونه كبيرة بل أشدّ . ولكنّ الظاهر تأويلها ، فإنّ تحريمه مطلقا غير معلوم أنّه مذهب للأصحاب ، ولهذا ترى أنه واقع من الصلحاء والأتقياء بل الأنبياء والأولياء ، بل لا يمكن العمل به ، فإنّ المؤمنين كثيرون ، وإذا كان هجر كلّ واحد حراما ، فلا يشتغل بشي إلّا التزاور ، فلا يشتغل بغيره إلّا قليل .
نعم ، الرواية في كون الهجر مذموما ولا يجوز كثيره لعلّها محمولة على المهاجرة على طريق الغيظ والبغض والعدواة . مثل صحيحة هشام بن الحكم ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «لا هِجرَةَ فَوقَ ثَلاثٍ» (الكافي : ج ۲ ص ۳۴۴ ح ۲) .
ويؤيّد ما قلناه أنّ في أكثره إشارة إلى ذلك ، مثل رواية أحمد بن محمّد بن خالد ، قال في وصيّة المفضل : سَمِعتُ أبا عَبدِ اللّه ِ عليه السلام يَقولُ : «لا يَفتَرِقُ رَجُلانِ عَلَى الهِجرانِ إلَا استَوجَبَ أحَدُهُمَا البَراءَةَ وَاللَّعنَةَ ، ورُبَّمَا استَحَقَّ ذلِكَ كِلاهُما» . فَقالَ لَهُ مُعَتِّبٌ : جَعَلَنِيَ اللّه ُ فِداكَ ، هذَا الظّالِمُ فَما بالُ المَظلومِ؟ قالَ : «لِأَنَّهُ لا يَدعو أخاهُ إلى صِلَتِهِ ، ولا يَتَغامَسُ لَهُ عَن كَلامِهِ ، سَمِعتُ أبي يَقولُ : إذا تَنازَعَ اثنانِ فَعازَّ أحَدُهُمَا الآخَرَ فَليَرجِعِ المَظْلومُ إلى صاحِبِهِ حَتّى يَقولَ لِصاحِبِهِ : أي أخي أنَا الظّالِمُ ، حَتّى يَقطَعَ الهِجرانَ بَينَهُ وبَينَ صاحِبِهِ ، فَإِنَّ اللّه َ تَباركَ وتَعالى حَكَمٌ عَدلٌ يَأخُذُ لِلمَظلومِ مِنَ الظّالِمِ» (الكافي : ج ۲ ص ۳۴۴ ح ۱) .
ورواية داوود بن كثير ، قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول : «قالَ أبي عليه السلام : قالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : أيُّما مُسلِمَينِ تَهاجَرا فَمَكَثا ثَلاثا لا يَصطَلِحانِ إلّا كانا خارِجَينِ مِنَ الإِسلامِ ، ولَم يَكِن بَينَهُما وِلايَةٌ ، فَأَيُّهُما سَبَقَ إلى كَلامِ أخيهِ كانَ السّابِقَ إلَى الجَنَّةِ يَومَ الحِسابِ» (الكافي : ج ۲ ص ۳۴۵ ح ۵) .
وحسنة زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : «إنَّ الشَّيطانَ يُغري بَينَ المُؤمِنينَ ما لَم يَرجِع أحَدُهُم عَن دينِهِ ، فَإِذا فَعَلوا ذلِكَ استَلقى عَلى قَفاهُ وتَمَدَّدَ ثُمَّ قالَ : فُزتُ ، فَرَحِمَ اللّه ُ امرأً ألَّفَ بَينَ وَلِيَّينِ لَنا ، يا مَعشَرَ المُؤمِنينَ تَأَلَّفوا وتَعاطَفوا (الكافي : ج ۲ ص ۳۴۵ ح ۶) ، وغير ذلك من الأخبار .

۹۸۸۸.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أيُّما مُسلِمَينِ تَهاجَرا فَمَكَثا ثَلاثا لا يَصطَلِحانِ ، إلّا كانا خارِجَينِ مِنَ الإِسلامِ ، ولَم يَكُن بَينَهُما وِلايَةٌ ، فَأَيُّهُما سَبَقَ إلى كَلامِ أخيهِ ، كانَ السّابِقَ إلَى الجَنَّةِ يَومَ الحِسابِ . ۱

1.الكافي : ج ۲ ص ۳۴۵ ح ۵ ، مصادقة الإخوان : ص ۱۵۳ ح ۱ ، منية المريد : ص ۳۲۵ كلّها عن داوود بن كثير عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام، إرشاد القلوب : ص۱۷۸ نحوه، بحارالأنوار : ج۷۵ ص۱۸۶ ح۵ .

الصفحه من 66