البکاء (تفصیلی) - الصفحه 126

من جانب آخر فقد رُدّت هذه الروايات من قبل بعض الصحابة والتابعين ؛ مثل عائشة واُسيد بن أبي اُسيد ۱ وأشاروا إلى مخالفتها الصريحة للآية «وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى»۲ . وأمّا الرواية الاُخرى ۳ والتي دلّت على نهي النبي صلى الله عليه و آله عن البكاء على حمزة فهي تعني أنّه صلى الله عليه و آله نهى عن البكاء لفترة طويلة ولبضعة أيّام وليال ، وإلّا فإنّ النبي الأعظم صلى الله عليه و آله نفسه عاتب بشكل ما على عدم البكاء على حمزة ، ومدح في رواية اُخرى ۴ النساءَ الباكيات عليه .
وعلى أساس هذه الروايات العديدة التي ورد بعضها في الكتب الأربعة للشيعة وصحاح أهل السنّة ، أفتى الكثير من فقهاء الشيعة وأهل السنّة بجواز البكاء على الميّت ۵ ، والخلاف الوحيد بين فقهاء أهل السنّة هو في رفع الصوت بالبكاء .
جدير ذكره أنّ فقهاء الشيعة ، يرون أنّ البكاء المتعارف عليه إذا لم يقترن بكلامٍ يُغضب اللّه فهو جائزٌ ، مهما كانت كيفيته ، ويرون أنّ الإسلام لم يفرض قيداً على ردّ فعل طبيعي يصدر من الإنسان .

راجع : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلى الله عليه و آله : ج 6 ص 269 (المنع من البكاء على الميّت)
و حول البكاء على الميّت لخليفة عبيد الكلباني العماني .

1.راجع : مسند ابن حنبل : ج ۹ ص ۳۲۰ ح ۲۴۳۵۶ وج ۷ ص ۱۶۸ ح ۱۹۷۳۷ وصحيح البخاري : ج ۱ ص ۴۳۲ ح ۱۲۲۶ و ۱۲۲۷ وج ۴ ص ۱۴۶۲ ح ۳۷۵۹ وصحيح مسلم : ج ۲ ص ۴۴۱ ح ۹۲۹ .

2.الأنعام : ۱۶۴ ، الإسراء : ۱۵ .

3.راجع : ص ۱۲۵ ح ۱۰۲۱۷ .

4.راجع : ص ۱۲۵ ح ۱۰۲۱۶ .

5.راجع : الشرح الكبير لابن قدامة : ج ۲ ص ۴۲۹ والمحلى لابن حزم : ج ۵ ص ۱۴۶ وكشف القناع للبهوتي : ج ۲ ص ۸۸ ونيل الأوطار : ج ۴ ص ۱۵۹ وفتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ج ۹ ص ۱۵۶ .

الصفحه من 142