البکاء (تفصیلی) - الصفحه 138

فَقُلتُ : هذا جَبَلٌ كانَ عَلَيهِ نَبِيٌّ مِن أنبِياءِ بَني إسرائيلَ هارِبا مِن قَومِهِ يَعبُدُ اللّهَ عَلَيهِ ، فَعَلِمَ بِهِ قَومُهُ فَقَتَلوهُ ، فَهُوَ يَبكي عَلى ذلِكَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، وهذِهِ القَطَراتُ مِن بُكائِهِ ، ولَهُ مِنَ الجانِبِ الآخَرِ عَينٌ تَنبُعُ مِن ذلِكَ الماءِ بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ ، ولا يوصَلُ إلى تِلكَ العَينِ . ۱

۱۰۲۷۱.الخرائج والجرائح :ومِنها [أي مُعجِزاتِهِ صلى الله عليه و آله ] : أنَّهُ لَمّا غَزا تَبوكَ كانَ مَعَهُ مِنَ المُسلِمينَ خَمسَةٌ وعِشرونَ ألفا سِوى خَدَمِهِم ، فَمَرَّ صلى الله عليه و آله في مَسيرِهِ بِجَبَلٍ يَرشَحُ الماءَ مِن أعلاهُ إلى أسفَلِهِ مِن غَيرِ سَيَلانٍ ، فَقالوا : ما أعجَبَ رَشحَ هذَا الجَبَلِ !
فَقالَ صلى الله عليه و آله : إنَّهُ يَبكي ، قالوا : وَالجَبَلُ يَبكي ؟! قالَ صلى الله عليه و آله : أتُحِبّونَ أن تَعلَموا ذلِكَ ؟ قالوا : نَعَم ، قالَ : أيُّها الجَبَلُ مِمَّ بُكاؤُكَ ؟
فَأَجابَهُ الجَبَلُ ـ وقَد سَمِعَهُ الجَماعَةُ ـ بِلِسانٍ فَصيحٍ : يا رَسولَ اللّهِ ، مَرَّ بي عيسَى بنُ مَريَمَ وهُوَ يَتلو : «نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَ الْحِجَارَةُ»۲ فَأَنَا أبكي مُنذُ ذلِكَ اليَومِ خَوفا مِن أن أكونَ مِن تِلكَ الحِجارَةِ .
فَقالَ صلى الله عليه و آله : اُسكُن مِن بُكائِكَ فَلَستَ مِنها ، إنَّما تِلكَ الحِجارَةُ الكِبريتُ ، فَجَفَّ ذلِكَ الرَّشحُ مِنَ الجَبَلِ فِي الوَقتِ ، حَتّى لَم يُرَ شَيءٌ مِن ذلِكَ الرَّشحِ ومِن تِلكَ الرُّطوبَةِ الَّتي كانَت . ۳

۱۰۲۷۲.الخرائج والجرائح :ومِنها [أي مُعجِزاتِهِ صلى الله عليه و آله ] : أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ في سَفَرٍ ، إذ جاءَ بَعيرٌ

1.الكافي : ج ۸ ص ۳۸۳ ح ۵۸۲ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ۴ ص ۲۳۶ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۷ ص ۱۳۶ ح ۱۸۶ .

2.التحريم : ۶ .

3.الخرائج والجرائح : ج ۱ ص ۱۶۹ ح ۲۵۹ ، بحار الأنوار : ج ۸ ص ۲۹۷ ح ۵۰ وراجع : إرشاد القلوب : ص ۹۶ .

الصفحه من 142