البلوغ (تفصیلی) - الصفحه 4

الغريزة الجنسية وتظهر عليه بعض التغيّرات من النواحي الجسمية والروحية والإدراكية ، يسمّى «البلوغ» .

«البلوغ» في القرآن

استُخدمت في القرآن الكريم ثلاثة تعابير ، لبيان المراحل الطبيعية لنمو الطفل ، وهي : «بلوغ النكاح» ، «بلوغ الحُلُم» و«بلوغ الأشُدّ» ، وسنقدّم إيضاحاً مختصرا لكلٍّ منها :

1 ـ بلوغ النكاح

المراد من «بلوغ النكاح» الفترة التي يصل فيها الطفل إلى مرحلة من النمو الطبيعي بحيث يكتسب القدرة على الزواج من الناحية الجنسية .
ويعتبر القرآن الكريم الوصول إلى هذه المرحلة من شروط الاستقلال القانوني للطفل :
«وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ ءَانَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ » . ۱
وتشير هذه الآية إلى هذه الحقيقة ؛ وهي أنّ البلوغ ليس له معنى واحد في كلّ المواضع ، من وجهة نظر القرآن ، فقد يكون الشخص بالغا من الناحية الجنسية ، ولكنّه ليس بالغاً من الناحية القانونية .

2 . بلوغ الحُلُم

يبدو أنّ المراد من «بلوغ الحلم» ، البلوغ الجنسي أيضاً ۲ ، فقد أمر القرآن الكريم

1.النساء : ۶ .

2.ورد في لسان العرب ج ۱۲ ص ۱۴۵ : «الحُلْمُ وَالاِحتِلامُ : الجِماعُ ونَحوُهُ فِي النَّومِ ، وَالاِسمُ الحُلُمُ . ف وفي التنزيل العزيز : « لَمْ يَبْلُغُواْ الْحُلُمَ » » . رأى البعض أنّ المراد من «الحلم» هنا هو العقل ولكن يبدو أنّه من غير الصحيح تعليق الحكم الشرعي على صيرورة الطفل عاقلاً ، للأسباب التالية : أولاً : إنّ الطفولة لا تتنافى مع العقل ، ثانياً : لا يمكن تعيين ضابطة لصيرورة الطفل عاقلاً ، ثالثاً : عدم وجود تناسب بين الحكم والموضوع .

الصفحه من 38