التبلیغ (تفصیلی) - الصفحه 126

يَختَلِفونَ إلَيهِ ، ويَتَرَدَّدونَ عَلَيهِ ، ويَسمَعونَ مِنهُ ، ويَأخُذونَ عَنهُ . فَلَمّا حَضَرَهُمُ الاِنصِرافُ ووَدَّعوهُ ، قالَ لَهُ بَعضُهُم : أوصِنا يَا بنَ رَسولِ اللّهِ .
فَقالَ : اُوصيكُم بِتَقَوى اللّهِ ، وَالعَمَلِ بِطاعَتِهِ ، وَاجتِنابِ مَعاصيهِ ، وأَداءِ الأَمانَةِ لِمَنِ ائتَمَنَكُم ، وحُسنِ الصَّحابَةِ لِمَن صَحِبتُموهُ ، وأَن تَكونوا لَنا دُعاةً صامِتينَ .
فَقالوا : يَا بنَ رَسولِ اللّهِ ، وكَيفَ نَدعو إلَيكُم ونَحنُ صُموتٌ ؟ !
قالَ : تَعمَلونَ ما أمَرناكُم بِهِ مِنَ العَمَلِ بِطاعَةِ اللّهِ ، وتَتَناهَونَ عَمّا نَهَيناكُم عَنهُ مِنِ ارتِكابِ مَحارِمِ اللّهِ ، وتُعامِلونَ النّاسَ بِالصِّدقِ وَالعَدلِ ، وتُؤَدّونَ الأَمانَةَ ، وتَأمُرونَ بِالمَعروفِ ، وتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ ، ولا يَطَّلِعُ النّاسُ مِنكُم إلّا عَلى خَيرٍ ؛ فَإِذا رَأَوا ما أنتُم عَلَيهِ قالوا : هؤُلاءِ الفُلانِيَّةُ ، رَحِمَ اللّهُ فُلانا ما كانَ أحسَنَ ما يُؤَدِّبُ أصحابَهُ ! وعَلِموا فَضلَ ما كانَ عِندَنا فَسارَعوا إلَيهِ .
أشهَدُ عَلى أبي ؛ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍ ـ رِضوانُ اللّهِ عَلَيهِ ورَحمَتُهُ وبَرَكاتُهُ ـ لَقَد سَمِعتُهُ يَقولُ : كانَ أولِياؤُنا وشيعَتُنا في ما مَضى خَيرَ مَن كانوا فيهِ ؛ إن كانَ إمامُ مَسجِدٍ فِي الحَيِّ كانَ مِنهُم ، وإن كانَ مُؤَذِّنٌ فِي القَبيلَةِ كانَ مِنهُم ، وإن كانَ صاحِبُ وَديعَةٍ كانَ مِنهُم ، وإن كانَ صاحِبُ أمانَةٍ كانَ مِنهُم ، وإن كانَ عالِمٌ مِنَ النّاسِ يَقصُدونَهُ لِدينِهِم ومَصالِحِ اُمورِهِم كانَ مِنهُم . فَكونوا أنتُم كَذلِكَ ؛ حَبِّبونا إلَى النّاسِ ، ولا تُبَغِّضونا إلَيهِم . ۱

راجع : ص 421 ( تطابق القلب واللسان ) و هذه الموسوعة : ج 10 ص 7 ( مخالفة الفعل للقول ) وص 43 ( آثار التبليغ العمليّ ) .

1.دعائم الإسلام : ج ۱ ص ۵۶ ، مستدرك الوسائل : ج ۸ ص ۳۱۰ ح ۹۵۲۱ وراجع : صفات الشيعة : ص ۱۰۲ ح ۳۹ و مشكاة الأنوار : ص ۲۵۵ ح ۷۵۳ وشرح الأخبار : ج ۳ ص ۵۰۶ ح ۱۴۵۲ وبحارالأنوار : ج ۷۴ ص ۱۶۲ ح ۲۵ .

الصفحه من 154