التبلیغ (تفصیلی) - الصفحه 77

إنّ أوّل رسالة تكامليّة للأنبياء تتلخّص فيها كلّ أهدافهم هي التوحيد . ۱
وأوّل رسالة اجتماعيّة لأصل التوحيد هي النهوص لتحقيق العدالة الاجتماعيّة ، ولا يمكن تحقيق هذا الهدف السامي إلّا من خلال تلاحم الجماهير واتّحادها والتفافها حول إمام عادل . ۲
إنّ إقامة العدالة ودوام نفوذها وانبساطها في المجتمع رهينة بتوفير الحرّيات المشروعة والبنّاءة لأبناء الاُمّة واختيارهم الواعي ، والمبلّغ مكلّف بالسعي لإشاعة هذا النوع من الحرّيات . ۳
وإحدى المسائل المهمّة التي توفّر أجواء بسط العدالة الاجتماعيّة وديمومتها تتجسّد في مقدرة جماهير الشعب على تحليل المسائل الثقافيّة والسياسيّة والاجتماعيّة واستيعابها . ويجب على المبلّغ أن يوجّه الناس ليكونوا من أنصار الحقّ لا من أنصار نزعة المطلق ، ويحذّرهم من الانقياد الأعمى للأشخاص ، وأن يكون مقياسهم في اتّباع الشخصيّات والأحزاب هو الحقّ وليس الشخصيّات العظيمة والمبجّلة ، ويرشدهم إلى معرفة الحقّ بمعيار الحقّ لا بمعيار الشخصيّات ، وذلك أنّ الشخصيّات نفسها يجب أن تقاس بمعيار الحقّ . ۴
إنّ العدالة الاجتماعيّة في مدرسة الأنبياء مقدّمة تمهيديّة لازدهار الطاقات البشريّة وبلوغ الإنسان الغاية العليا للإنسانيّة . والذي يقرّب الإنسان من هذا الهدف هو اجتناب الرذائل ، والتحلّي بالفضائل ومكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال . ۵

1.راجع : ص ۳۴۳ (الدعوة إلى الإيمان بالتوحيد) .

2.راجع : ص ۳۴۶ (الدعوة إلى الاُلفة واجتناب الفرقة) ص و ۳۴۸ (الدعوة إلى القيام بالقسط) و ص ۳۴۹ (الدعوة إلى قيادة الإمام العادل) .

3.راجع : ص ۳۵۰ (الدعوة إلى الحرية الهادفة) .

4.راجع : ص ۳۵۲ (الدعوة إلى معرفة أهل الحق بالحق) .

5.راجع : ص ۳۵۴ (الدعوة إلى التقوى واالورع) و ص ۳۵۶ (الدعوة إلى مكارم الأخلاق) و ص ۳۵۸ (الدعوة إلى محاسن الأعمال) .

الصفحه من 154