التبلیغ (تفصیلی) - الصفحه 84

ثَلاثَةٌ : عالِمٌ رَبّانِيٌّ ، ومُتَعَلِّمٌ عَلى سَبيلِ نَجاةٍ ، وهَمَجٌ رَعاعٌ ، أتباعُ كُلِّ ناعِقٍ ، يَميلونَ مَعَ كُلِّ ريحٍ ، لَم يَستَضيؤوا بِنورِ العِلمِ ، ولَم يَلجَؤوا إلى رُكنٍ وَثيقٍ . . . .
هاه ! هاه ! إنَّ هاهُنا ـ وأَشارَ بِيَدِهِ إلى صَدرِهِ ـ لَعِلما جَمّا ، لَو أصَبتُ لَهُ حَمَلَةً ! بَلى ، اُصيبُ لَهُ لَقِنا غَيرَ مَأمونٍ ، يَستَعمِلُ آلَةَ الدّينِ فِي الدُّنيا ، ويَستَظهِرُ بِحُجَجِ اللّهِ عَلى خَلقِهِ وبِنِعَمِهِ عَلى عِبادِهِ ؛ لِيَتَّخِذَهُ الضُّعَفاءُ وَليجَةً دونَ وَلِيِّ الحَقِّ ، أو مُنقادا للحِكمَةِ لا بَصيرَةَ لَهُ في أحنائِهِ ، فَقَدَحَ الشَّكُّ في قَلبِهِ بِأَوَّلِ عارِضٍ مِن شُبهَةٍ ، ألا لا ذا ولا ذاكَ . فَمَنهومٌ بِاللَّذّاتِ ، سَلِسُ القِيادِ لِلشَّهَواتِ ، مُغرىً بِالجَمعِ وَالاِدِّخارِ ، لَيسَ مِن رُعاةِ الدّينِ ، أقرَبُ شَبَها بِهؤُلاءِ الأَنعامُ السّائِمَةُ ، كَذلِكَ يَموتُ العِلمُ بِمَوتِ حامِليهِ .
اللّهُمَّ بَلى ، لا تُخلَى الأَرضُ مِن قائِمٍ بِحُجَّةٍ ظاهِرٍ مَشهورٍ ، أو مُستَتِرٍ مَغمورٍ ؛ لِئَلّا تَبطُلَ حُجَجُ اللّهِ وبَيِّناتُهُ ، فَإِنَّ اُولئِكَ الأَقَلّونَ عَدَدا ، الأَعظَمونَ خَطَرا . ۱

۱۰۷۸۱.الإمام عليّ عليه السلامـ في وَصِيَّتِهِ لِابنِهِ الحَسَنِ عليه السلام ـ :إنَّما قَلبُ الحَدَثِ كَالأَرضِ الخالِيَةِ ؛ ما اُلقِيَ فيها مِن شَيءٍ قَبِلَتهُ . فَبادَرتُكَ بِالأَدَبِ قَبلَ أن يَقسُوَ قَلبُكَ ويَشتَغِلَ لُبُّكَ . ۲

۱۰۷۸۲.عنه عليه السلام :الرِّجالُ ثَلاثَةٌ : عاقِلٌ ، وأَحمَقُ ، وفاجِرٌ ؛ فَالعاقِلُ الدّينُ شَريعَتُهُ ، وَالحِلمُ طَبيعَتُهُ ، وَالرَّأيُ سَجِيَّتُهُ ؛ إن سُئِلَ أجابَ ، وإن تَكَلَّمَ أصابَ ، وإن سَمِعَ وَعى ، وإن حَدَّثَ صَدَقَ ، وإنِ اطمَأَنَّ إلَيهِ أحَدٌ وَفى . وَالأَحمَقُ إنِ استُنبِهَ بِجَميلٍ غَفَلَ ، وإنِ استُنزِلَ عَن حَسَنٍ نَزَلَ ، وإن حُمِلَ عَلى جَهلٍ جَهِلَ ، وإن حَدَّثَ كَذَبَ . لا يَفقَهُ ، وإن

1.الأمالي للمفيد : ص ۲۴۷ ح ۳ ، الإرشاد : ج ۱ ص ۲۲۷ ، الخصال : ص ۱۸۶ ح ۲۵۷ ، كمال الدين : ص ۲۹۰ ح ۲ ، تحف العقول : ص ۱۶۹ كلّها نحوه ، بحارالأنوار : ج ۱ ص ۱۸۷ ح ۴ ؛ كنزالعمّال : ج ۱۰ ص ۲۶۲ ح ۲۹۳۹۱ .

2.نهج البلاغة : الكتاب ۳۱ ، خصائص الأئمّة : ص ۱۱۶ ، تحف العقول : ص ۷۰ ، كشف المحجّة : ص ۱۶۱ ، بحار الأنوار : ج ۱ ص ۲۲۳ ح ۱۲ ؛ جواهر المطالب : ج ۲ ص ۱۵۷ ح ۱۱۴ نحوه ، كنز العمّال : ج ۱۶ ص ۱۶۹ ح ۴۴۲۱۵ نقلاً عن وكيع والعسكري في المواعظ .

الصفحه من 154