التبلیغ (تفصیلی) - الصفحه 89

المجموعة من الناس ب «العاقل» و «المتعلّم على سبيل النجاة» .
وهذه المجموعة هي المخاطب الأصلي للإعلام الإسلامي ، ولجميع جهود الأنبياء . وكلمة «المتّقين» الواردة في الآية الثانية من سورة البقرة «ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ» تشير إلى هذه المجموعة . والشابّ بما أنّه في مقتبل حياته ولم تتدنّس فطرته الإنسانيّة ، فهو أكثر تقبّلاً للإعلام البنّاء الهادف ؛ ولهذا السبب يشكّل الشباب الصفّ المتقدّم بين مخاطَبي الأنبياء . وقد أكّدت الأحاديث الشريفة على المبلّغين أن يعيروا أهمّية خاصّة للشباب . ۱
المجموعة الثانية : هم الذين دنّسوا فطرتهم الإنسانيّة بالرذائل ولا يتّصفون بالتقوى العقليّة ، إلّا أنّ تلوّثهم بدنس المعاصي لم يصل إلى مرحلة خطيرة يستعصي عندها العلاج .
وهذه المجموعة من المخاطبين مصابة ـ من وجهة نظر الأنبياء ـ بمرض حُجُب المعرفة ؛ بيد أنّ مرضهم هذا قابل للمعالجة والشفاء . وهذه الحالة توجب على المبلّغ ـ انطلاقا من المسؤوليّة الملقاة على عاتقه من قبل اللّه تعالى ـ أن يكون كالطبيب الحاذق الذي يتجوّل بحثا عن مرضاه ؛ ليقتلع من قلوبهم وأذهانهم موانع المعرفة من خلال خطّة متقَنة يستخدم فيها اُسلوب اللِّين تارة واُسلوب الشدّة تارة اُخرى ؛ لينقلهم بذلك من مخاطبي المجموعة الثانية إلى حيّز مخاطبي المجموعة الاُولى . وقد وصف الإمام علي عليه السلام الرسول صلى الله عليه و آله بأنّه كان يتقن هذا النمط من فنّ التبليغ بقوله :
طَبيبٌ يُداوِي النّاسَ بِطِبِّهِ ، قَد أحكَمَ مَراهِمَهُ ، وأَحمى مَواسِمَهُ ، يَضَعُ ذلِكَ حَيثُ

1.راجع : ص ۳۸۷ ح ۱۰۷۸۶.

الصفحه من 154