1 . زوال الإخلاص
أوّل ركن أخلاقي لتبليغ الدين هو الإخلاص ، وهذا الركن يتزعزع بسبب طلب الأجر في مقابل التبليغ ، ويصبح المبلّغ مصداقاً لمن يصفهم الإمام عليّ عليه السلام بقوله :
يَطلُبُ الدُّنيا بِعَمَلِ الآخِرَةَ ، ولا يَطلُبُ الآخِرَةَ بِعَمَلِ الدُّنيا . ۱
وهكذا ، فإنّ من كان يستطيع تحويل شؤونه الدنيويّة إلى عمل اُخروي ضمن دوافع إلهيّة خالصة ۲ ، فعندئذٍ يمكنه أن يجعل طلب الأجر على التبليغ ـ الذي يعتبر أمراً إلهيّاً ومعنويّاً ـ كوسيلة لكسب العيش وتأمين حياته المعاشيّة ، أو طلبِ الدنيا حسب تعبير الإمام عليّ عليه السلام .
وفي هذا المجال روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال :
مَنِ احتاجَ النّاسُ إلَيهِ لِيُفَقِّهَهُم في دينهِم ، فَيَسأَلُهُم الاُجرَةَ ، كانَ حَقيقاً عَلَى اللّهِ أن يُدخِلَهُ نارَ جَهَنَّمَ . ۳
2 . انخفاض تأثير التبليغ
عندما يتزعزع ركن الإخلاص يتناقص تلقائيّاً تأثير التبليغ في حياة الآخرين ، حتّى يصل أحياناً إلى حدّ الصفر ، بل قد تنعكس عنه أحياناً نتائج سلبيّة ؛ وذلك لأنّ الناس يحقّ لهم عندئذٍ النظر بعين التهمة إلى كلّ من يتّخذ دين اللّه كوسيلة لضمان حياته المادّيّة ، وألّا يعتبروه ناصحاً مخلصاً لهم ، كما قال عيسى عليه السلام في هذا المعنى :
1.نهج البلاغة : الخطبة ۳۲ ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۵ ح ۵۴ ؛ مطالب السوؤل : ص ۱۴۹ .
2.راجع : هذه الموسوعة ، عنوان (النيّة) باب (الحثّ على النيّة في كلّ شيء ) .
3.عوالي اللآلي : ج ۴ ص ۷۱ ح ۴۲ ، بحار الأنوار : ج ۲ ص ۷۸ ح ۶۸ .