تتمة التبلیغ (تفصیلی) - الصفحه 31

المُعَلِّمُ لا يُعَلِّمُ بِالأَجرِ ، وَيَقبَلُ الهَدِيَّةَ إذا اُهدِيَ إلَيهِ . ۱
وروى حمزة بن حمران أيضاً ، قال : سمعت الإمام الصادق عليه السلام يقول :
مَنِ استَأكَلَ بِعِلمِهِ افتَقَرَ . فَقُلتُ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ ! إنَّ في شيعَتِكَ ومَواليكَ قَوماً يَتَحَمَّلونَ عُلومَكُم ويَبُثّونَها في شيعَتِكُم ، فَلا يَعدَمونَ عَلى ذلِكَ مِنهُمُ البِرَّ والصِّلَةَ وَالإِكرامَ . فقال : لَيسَ اُولئِكَ بِمُستَأكِلينَ . ۲
الملاحظة الجديرة بالاهتمام في هذا المجال هي أنّ أخذ الأجر على التبليغ من غير طلبه وإن لم يكن فيه بأس ، ولايتعارض مع بعض مراتب الإخلاص ، بيد أنّ تركه أولى ؛ إذ أنّ الأنبياء والأولياء الكمّل كانوا يتجنّبون استلام أيّ نوع من الأجر ، ولم يكونوا يقبلون أخذ أيّ أجر ، ليس في مقابل التبليغ فحسب ، بل في مقابل أيّ عمل اُخروي آخر كانوا يؤدّونه للّه ، حتّى في أشدّ الظروف المعيشيّة قسوةً . وقد رويت في هذا المجال قصّة شائقة جدّاً عن النبيّ موسى عليه السلام ، نوردها في ما يأتي .

قصّة تعكس إخلاص موسى عليه السلام

قبل أن يُبعث موسى عليه السلام نبيّاً ، فرَّ من الفراعنة ، وبعد مصاعب جمّة وصل إلى «مدين» ، وهي مدينة النبيّ شعيب عليه السلام . وكان على مقربة من تلك المدينة بئر اجتمع عنده الرعاة ليسقوا أغنامهم من الماء . وكان بجانب هؤلاء الرعاة بنتان جاءتا تستسقيان الماء لأغنامهما ، إلّا أنّ شدّة الزحام حال دون تقرّبهما من البئر والاستسقاء منه . وعندما شاهد موسى عليه السلام ذلك شعر أنّ البنتين بحاجة إلى العون ،

1.تهذيب الأحكام : ج ۶ ص ۳۶۵ ح ۱۰۴۷ ، الاستبصار : ج ۳ ص ۶۶ ح ۲۱۸ كلاهما عن جرّاح المدائنى ، وسائل الشيعة : ج ۱۲ ص ۱۱۳ ح ۲۲۲۲۸ .

2.راجع : هذه الموسوعة: ج ۹ ص ۳۲۷ ح ۱۰۶۴۵.

الصفحه من 82