تتمة التبلیغ (تفصیلی) - الصفحه 45

مِن ذاتِها بِلا مُدَبِّرٍ ، وعَلى هذا كانَتِ الدُّنيا لَم تَزَل ولا تَزالُ .
قالَ المُفَضَّلُ : فَلَم أملِك نَفسي غَضَبا وغَيظا وحَنَقا ، فَقُلتُ : يا عَدُوَّ اللّهِ !ألحَدتَ في دينِ اللّهِ ، وأَنكَرتَ البارِيَ ـ جَلَّ قُدسُهُ ـ الَّذي خَلَقَكَ في أحسَنِ تَقويمٍ ، وصَوَّرَكَ في أتَمِّ صورَةٍ ، نَقَلَكَ في أحوالِكَ حَتّى بَلَغَ بِكَ إلى حَيثُ انتَهَيتَ ، فَلَو تَفَكَّرتَ في نَفسِكَ وصَدَّقَكَ لَطيفُ حِسِّكَ لَوَجَدتَ دَلائِلَ الرُّبوبِيَّةِ وآثارَ الصَّنعَةِ فيكَ قائِمَةً ، وشَواهِدَهُ ـ جَلَّ وتَقَدَّسَ ـ في خَلقِكَ واضِحَةً ، وبَراهينَهُ لَكَ لائِحَةً !
فَقالَ : يا هذا ، إن كُنتَ مِن أهلِ الكَلامِ كَلَّمناكَ ؛ فَإِن ثَبَتَ لَكَ حُجَّةٌ تَبِعناكَ ، وإن لَم تَكُن مِنهُم فَلا كَلامَ لَكَ ، وإن كُنتَ مِن أصحابِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ فَما هكَذا يُخاطِبُنا ، ولا بِمِثلِ دَليلِكَ يُجادِلُنا ! ولَقَد سَمِعَ مِن كَلامِنا أكثَرَ مِمّا سَمِعتَ ، فَما أفحَشَ في خِطابِنا ، ولا تَعَدّى في جَوابِنا . وإنَّهُ لَلحَليمُ الرَّزينُ العاقِلُ الرَّصينُ ؛ لا يَعتَريهِ خُرقٌ ولا طَيشٌ ولا نُزقٌ . ويَسمَعُ كَلامَنا ، ويُصغي إلَينا ، ويَستَعرِفُ حُجَّتَنا ، حَتَّى استَفرَغنا ما عِندَنا وظَنَنّا أنّا قَد قَطَعناهُ أدحَضَ حُجَّتَنا بِكَلامٍ يَسيرٍ وخِطابٍ قَصيرٍ ، يُلزِمُنا بِهِ الحُجَّةَ ، ويَقطَعُ العُذرَ ، ولا نَستَطيعُ لِجَوابِهِ رَدّا ، فَإِن كُنتَ مِن أصحابِهِ فَخاطِبنا بِمِثلِ خِطابِهِ ... . ۱

۱۱۰۸۴.الكافي عن أبي منصور المتطبّب :أخبَرَني رَجُلٌ مِن أصحابي قالَ : كُنتُ أنَا وَابنُ أبِي العَوجاءِ وعَبدُ اللّهِ بنُ المُقَفَّعِ فِي المَسجِدِ الحَرامِ ، فَقالَ ابنُ المُقَفَّعِ : تَرَونَ هذَا الخَلقَ ؟ ـ وأَومَأَ بِيَدِهِ إلى مَوضِعِ الطَّوافِ ـ ما مِنهُم أحَدٌ اُوجِبُ لَهُ اسمَ الإِنسانِيَّةِ إلّا ذلِكَ الشَّيخَ الجالِسَ ـ يَعني أبا عَبدِ اللّهِ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ عليهماالسلام ـ فَأَمَّا

1.بحار الأنوار : ج ۳ ص ۵۷ نقلاً عن الخبر المشتهر بتوحيد المفضّل .

الصفحه من 82