تتمة التبلیغ (تفصیلی) - الصفحه 67

عِندَكُم ، وَالأَصعَبِ لَدَيكُم ، ولَم تُجَوِّزوا مِنهُ خَلقَ ما هُوَ أسهَلُ عِندَكُم مِن إعادَةِ البالي ؟
فَقالَ الصّادِقُ عليه السلام : فَهذَا الجِدالُ بِالَّتي هِيَ أحسَنُ ، لِأَنَّ فيها قَطعَ عُذرِ الكافِرينَ وإزالَةَ شُبَهِهِم .
وأَمَّا الجِدالُ بِغَيرِ الَّتي هِيَ أحسَنُ ، فَأَن تَجحَدَ حَقّا لايُمكِنُكَ أن تُفَرِّقَ بَينَهُ وبَينَ باطِلِ مَن تُجادِلُهُ ، وإنَّما تَدفَعُهُ عَن باطِلِهِ ، بِأَن تَجحَدَ الحَقَّ ، فَهذا هُوَ المُحَرَّمُ ، لِأَنَّكَ مِثلُهُ ، جَحَدَ هُوَ حَقّا ، وجَحَدتَ أنتَ حَقّا آخَرَ .
وقالَ أبو مُحَمَّدٍ الحَسَنُ العَسكَرِيُّ عليه السلام : فَقامَ إلَيهِ رَجُلٌ آخَرُ وقالَ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، أفجادَلَ رَسولُ اللّهِ ؟
فَقالَ الصّادِقُ عليه السلام : مَهما ظَنَنتَ بِرَسولِ اللّهِ مِن شَيءٍ ، فَلا تَظُنَّنَّ بِهِ مُخالَفَةَ اللّهِ . ألَيسَ اللّهُ قَد قالَ : « وَ جَادِلْهُم بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ » ؟! وقالَ : « قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِى أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ »۱ ؟ ! لِمَن ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً ؟ أفَتَظُنُّ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله خالَفَ ما أمَرَهُ اللّهُ بِهِ ، فَلَم يُجادِل بِما أمَرَهُ اللّهُ بِهِ ، ولَم يُخبِر عَن أمرِ اللّهِ بِما أمَرَهُ أن يُخبِرَ بِهِ عَنهُ ؟! ۲

9 / 4

الاِستِعانَةُ بِالأَمثالِ

أ ـ الحث على التَّدَبُّرِ في أمثالِ القُرآنِ وَالرُّجوعِ فيها إلى أهلِ البَيتِ عليهم السلام

الكتاب

«وَ لَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِى هَذَا الْقُرْءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَ لَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَّيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ

1.يس : ۷۹ .

2.الاحتجاج : ج ۱ ص ۲۳ ح ۲۰ ، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص ۵۲۷ ح ۳۲۲ ، بحارالأنوار : ج ۲ ص ۱۲۵ ح ۲ .

الصفحه من 82