البلاء (تفصیلی) - الصفحه 18

۱۱۱۲۳.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن خُطبَةٍ لَهُ ـ :تَدَبَّروا أحوالَ الماضينَ مِنَ المُؤمِنينَ قَبلَكُم ، كَيفَ كانوا في حالِ التَّمحيصِ ۱ وَالبَلاءِ ، ألَم يَكونوا أثقَلَ الخَلائِقِ أعباءً ، وأَجهَدَ العِبادِ بَلاءً ، وأَضيَقَ أهلِ الدُّنيا حالاً ؟ اتَّخَذَتهُمُ الفَراعِنَةُ عَبيدا فَساموهُم سوءَ العَذابِ ، وجَرَّعوهُمُ المِرارَ ، فَلَم تَبرَحِ الحالُ بِهِم في ذُلِّ الهَلَكَةِ وقَهرِ الغَلَبَةِ ، لا يَجِدونَ حيلَةً فِي امتنِاعٍ ، ولا سَبيلاً إلى دِفاعٍ .
حَتّى إذا رَأَى اللّهُ سُبحانَهُ جَدَّ الصَّبرَ مِنهُم عَلَى الأَذى في مَحَبَّتِهِ ، وَالاِحتمالَ لِلمَكروهِ مِن خَوفِهِ ، جَعَلَ لَهُم مِن مَضايِقِ البَلاءِ فَرَجا ، فَأَبدَلَهُمُ العِزَّ مَكانَ الذُّلِّ ، وَالأَمنَ مَكانَ الخَوفِ ، فَصاروا مُلوكا حُكّاما ، وأَئِمَّةً أعلاما ، وقَد بَلَغَتِ الكَرامَةُ مِنَ اللّهِ لَهُم ما لَم تَذهَبِ الآمالُ إلَيهِ بِهِم . ۲

۱۱۱۲۴.الإمام زين العابدين عليه السلامـ في وَصفِ ظُهورِ المَهدِيِّ عليه السلام ـ :فَما تَمُدّونَ أعيُنَكُم؟ ألَستُم آمِنينَ ؟ لَقَد كانَ مَن قَبلَكُم مَن هُوَ عَلى ما أنتُم عَلَيهِ ، يُؤخَذُ فَيُقطَعُ يَدُهُ ورِجلُهُ ويُصلَبُ . ثُمَّ تَلا : «أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُواْ» . ۳

۱۱۱۲۵.الإمام الصادق عليه السلام :قَد كانَ قَبلَكُم قَومٌ يُقتَلونَ ويُحرَقونَ ويُنشَرونَ بِالمَناشيرِ ، وتَضيقُ عَلَيهِمُ الأَرضُ بِرُحبِها ، فَما يَرُدُّهُم عَمّا هُم عَلَيهِ شَيءٌ مِمّا هُم فيهِ ، مِن غَيرِ تِرَةٍ ۴ وَتَروا مَن فَعَلَ ذلِكَ بِهِم ولا أذىً ، بَل ما نَقَموا مِنهُم إلّا أن يُؤمِنوا بِاللّهِ العَزيزِ الحَميدِ ؛

1.التَمحيصُ : التزكية والتطهير (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۷۶۱ «محص») .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۱۹۲ ، بحار الأنوار : ج ۱۴ ص ۴۷۲ ح ۳۷ .

3.الخرائج والجرائح : ج ۳ ص ۱۱۵۵ ح ۶۱ ، بحار الأنوار : ج ۶۷ ص ۱۹۷ .

4.الوَترُ : الجناية التي يجنيها الرجل على غيره من قتلٍ أو نهبٍ أو سبي (لسان العرب : ج ۵ ص ۲۷۴ «وتر») .

الصفحه من 118