البلاء (تفصیلی) - الصفحه 31

عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا » 1 .
قالَ أبو حَمزَةَ : فَقُلتُ لِعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام : اِبنَ كَم كانَ يوسُفُ يَومَ ألقَوهُ فِي الجُبِّ ؟ فَقالَ : كانَ ابنَ تِسعِ سِنينَ ، فَقُلتُ : كَم كانَ بَينَ مَنزِلِ يَعقوبَ يَومَئِذٍ وبَينَ مِصرَ ؟ فَقالَ : مَسيرَةَ اثنَي عَشَرَ يَوماً .
قالَ : وكانَ يوسُفُ مِن أجمَلِ أهلِ زَمانِهِ ، فَلَمّا راهَقَ يوسُفُ راوَدَتهُ امرَأَةُ المَلِكِ عَن نَفسِهِ ، فَقالَ لَها : مَعاذَ اللّهِ ! أنَا مِن أهلِ بَيتٍ لا يَزنونَ ، فَغَلَّقَتِ الأَبوابَ عَلَيها وعَلَيهِ وقالَت : لا تَخَف ، وأَلقَت نَفسَها عَلَيهِ ، فَأَفلَتَ مِنها هارِباً إلَى البابِ فَفَتَحَهُ ، فَلَحِقَتهُ فَجَذَبَت قَميصَهُ مِن خَلفِهِ فَأَخرَجَتهُ مِنهُ ، فَأَفلَتَ يوسُفُ مِنها في ثِيابِهِ : « وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَا الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَا أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ » . 2
قالَ : فَهَمَّ المَلِكُ بِيوسُفَ لِيُعَذِّبَهُ ، فَقالَ لَهُ يوسُفُ : وإلهِ يَعقوبَ ما أرَدتُ بِأَهلِكَ سوءاً ، بَل « هِىَ رَاوَدَتْنِى عَن نَّفْسِى » 3 ، فَسَل هذَا الصَّبِيَّ أيُّنا راوَدَ صاحِبَهُ عَن نَفسِهِ . قالَ : وكانَ عِندَها مِن أهلِها صَبِيٌّ زائِرٌ لَها ، فَأَنطَقَ اللّهُ الصَّبِيَّ لِفَصلِ القَضاءِ ، فَقالَ : أيُّهَا المَلِكُ ، انظُر إلى قَميصِ يوسُفَ ، فَإِن كانَ مَقدوداً مِن قُدّامِهِ فَهُوَ الَّذي راوَدَها ، وإن كانَ مَقدوداً مِن خَلفِهِ فَهِيَ الَّتي راوَدَتهُ . فَلَمّا سَمِعَ المَلِكُ كَلامَ الصَّبِيِّ ومَا اقتَصَّ ، أفزَعَهُ ذلِكَ فَزَعاً شَديداً ، فَجيءَ بِالقَميصِ فَنَظَرَ إلَيهِ ، فَلَمّا رَآهُ مَقدوداً مِن خَلفِهِ قالَ لَها : « إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ» 4 ، وقالَ لِيوسُفَ : «أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا » 5 ، ولا يَسمَعهُ مِنكَ أحَدٌ وَاكتُمهُ .

1.يوسف : ۲۱ .

2.يوسف : ۲۵ .

3.يوسف: ۲۶.

4.يوسف : ۲۸ .

5.يوسف : ۲۹ .

الصفحه من 118