البلاء (تفصیلی) - الصفحه 32

قالَ : فَلَم يَكتُمهُ يوسُفُ وأَذاعَهُ فِي المَدينَةِ ، حَتّى قُلنَ نِسوَةٌ مِنهُنَّ : « امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَيهَا عَن نَّفْسِهِ »۱ ، فَبَلَغَها ذلِكَ ، فَأَرسَلَت إلَيهِنَّ وهَيَّأَت لَهُنَّ طَعاماً ومَجلِساً ، ثُمَّ أتَتهُنَّ بِاُترُجٍّ ۲«وَ ءَاتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا » ، ثُمَّ قالَت لِيوسُفَ : « اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَ قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ »۳ وقُلنَ ما قُلنَ . فَقالَت لَهُنَّ : هذَا الَّذي لُمتُنَّني فيهِ ؛ يَعني في حُبِّهِ . وخَرَجنَ النِّسوَةُ مِن عِندِها ، فَأَرسَلَت كُلُّ واحِدَةٍ مِنهُنَّ إلى يوسُفَ سِرّاً مِن صاحِبَتِها تَسأَ لُهُ الزِّيارَةَ ، فَأَبى عَلَيهِنَّ وقالَ : « إِلَا تَصْرِفْ عَنِّى كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَ أَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ »۴ ، فَصَرَفَ اللّهُ عَنهُ كَيدَهُنَّ .
فَلَمّا شاعَ أمرُ يوسُفَ وأَمرُ امرَأَةِ العَزيزِ وَالنِّسوَةِ في مِصرَ ، بَدا لِلمَلِكِ بَعدَما سَمِعَ قَولَ الصَّبِيِّ لَيَسجُنَنَّ يوسُفَ ، فَسَجَنَهُ فِي السِّجنِ ، ودَخَلَ السِّجنَ مَعَ يوسُفَ فَتَيانِ ، وكانَ مِن قِصَّتِهِما وقِصَّةِ يوسُفَ ما قَصَّهُ اللّهُ فِي الكِتابِ .
قالَ أبو حَمزَةَ : ثُمَّ انقَطَعَ حَديثُ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام . ۵

۱۱۱۳۷.تفسير القمّي عن جابر عن الإمام الباقر عليه السلام :أنَّهُ كانَ مِن خَبَرِ يوسُفَ عليه السلام أنَّهُ كانَ لَهُ أحَدَ عَشَرَ أخاً ، فَكانَ لَهُ مِن اُمِّهِ أخٌ واحِدٌ يُسَمّى بِنيامينَ ، وكانَ يَعقوبُ إسرائيلَ اللّهِ ومَعنى إسرائيلِ اللّهِ : خالِصُ اللّهِ ـ ابنَ إسحاقَ نَبِيِّ اللّهِ ابنِ إبراهيمَ خَليلِ اللّهِ . فَرَأى يوسُفُ هذِهِ الرُّؤيا ولَهُ تِسعُ سِنينَ ، فَقَصَّها عَلى أبيهِ ، فَقالَ يَعقوبُ : «يَابُنَىَّ لَا تَقْصُصْ رُءْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْاءِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ » .

1.يوسف : ۳۰ .

2.الاُترُجّ ـ بضمّ الهمزة وتشديد الجيم ـ : فاكهة معروفة (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۲۲۱ «ترج») .

3.يوسف : ۳۱ .

4.يوسف : ۳۳ .

5.علل الشرائع : ص ۴۵ ، بحار الأنوار : ج ۱۲ ص ۲۷۱ ح ۴۸ .

الصفحه من 118