البلاء (تفصیلی) - الصفحه 33

[قَولُهُ] ۱ : «فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا » أي يَحتالوا عَلَيكَ . فَقالَ يَعقوبُ لِيوسُفَ : « وَ كَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَ يُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَ عَلَى ءَالِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَ إِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ »۲ .
وكانَ يوسُفُ مِن أحسَنِ النَّاسِ وَجهاً ، وكانَ يَعقوبُ يُحِبُّهُ ويُؤثِرُهُ عَلى أولادِهِ ، فَحَسَدوهُ إخوَتُهُ عَلى ذلِكَ ، وقالوا فيما بَينَهُم ما حَكَى اللّهُ عز و جل : «إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَ أَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَ نَحْنُ عُصْبَةٌ» أي جَماعَةٌ «إِنَّ أَبَانَا لَفِى ضَلَالٍ مُّبِينٍ»۳ ، فَعَمَدوا عَلى قَتلِ يوسُفَ ، فَقالوا : نَقتُلُهُ حَتّى يَخلُوَ لَنا وَجهُ أبينا ! فَقالَ لاوي : لا يَجوزُ قَتلُهُ ، ولكِن نُغَيِّبُهُ عَن أبينا ونَحنُ نَخلو بِهِ ، فَقالوا كَما حَكَى اللّهُ عز و جل : «قَالُواْ يَاأَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَ إِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ * أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَ يَلْعَبْ» أي يَرعَى الغَنَمَ ويَلعَبُ «وَ إِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ» فَأَجرَى اللّهُ عَلى لِسانِ يَعقوبَ : «إِنِّى لَيَحْزُنُنِى أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَ أَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَ أَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ» فَقالوا كَما حَكَى اللّهُ : «لَـئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَ نَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّـا إِذًا لَّخَاسِرُونَ»۴ ؛ وَالعُصبَةُ عَشَرَةٌ إلى ثَلاثَةَ عَشَرَ . «فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَ أَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِى غَيَابَتِ الْجُبِّ وَ أَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَ هُمْ لَا يَشْعُرُونَ» أي لَأَخبَرَنَّهُم ۵ بِما هَمُّوا بِهِ . ۶

۱۱۱۳۸.تفسير القمّي عن حنان بن سدير عن أبيه عن الإمام الباقر عليه السلام ، قال :قُلتُ لَهُ : أخبِرني عَن يَعقوبَ حينَ قالَ لِوُلدِهِ : « يَابَنِىَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَ أَخِيهِ »۷ ، أكانَ عَلِمَ

1.ما بين المعقوفين ليس في المصدر ، وأثبتناه من بحار الأنوار .

2.يوسف: ۶.

3.يوسف : ۸ .

4.يوسف: ۱۴.

5.في بحار الأنوار : « تُخبِرُهُم » بدل « لأخبرنّهم » .

6.تفسير القمّي : ج ۱ ص ۳۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۱۲ ص ۲۱۷ .

7.يوسف : ۸۷ .

الصفحه من 118