البلاء (تفصیلی) - الصفحه 46

مِن أنبِيائِهِ وأَولِيائِهِ المُكَرَّمينَ عَلَيهِ ، وإنَّمَا اجتَنَبَهُ النّاسُ لِفَقرِهِ وضَعفِهِ في ظاهِرِ أمرِهِ ؛ لِجَهلِهِم بِما لَهُ عِندَ رَبِّهِ ـ تَعالى ذِكرُهُ ـ مِنَ التَّأييدِ وَالفَرَجِ .
وقَد قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : «أعظَمُ النّاسِ بَلاءً الأَنبِياءُ ، ثُمَّ الأَمثَلُ فَالأَمثَلُ» . وإنَّمَا ابتَلاهُ اللّهُ عز و جلبِالبَلاءِ العَظيمِ الَّذي يَهونُ مَعَهُ عَلى جَميعِ النّاسِ ؛ لِئَلّا يَدَّعوا لَهُ الرُّبوبِيَّةَ إذا شاهَدوا ما أرادَ اللّهُ أن يوصِلَهُ إلَيهِ مِن عَظائِمِ نِعَمِهِ مَتى شاهَدوهُ ؛ لِيَستَدَلّوا بِذلِكَ عَلى أنَّ الثَّوابَ مِنَ اللّهِ تَعالى ذِكرُهُ عَلى ضَربَينِ : استِحقاقٍ وَاختِصاصٍ ؛ ولِئَلّا يَحتَقِروا ضَعيفا لِضَعفِهِ ، ولا فَقيرا لِفَقرِهِ ، ولا مَريضا لِمَرَضِهِ .
ولِيَعلَموا أنَّهُ يُسقِمُ مَن يَشاءُ ، ويَشفي مَن يَشاءُ مَتى شاءَ كَيفَ شاءَ بِأَيِّ سَبَبٍ شاءَ ، ويَجعَلُ ذلِكَ عِبرَةً لِمَن يَشاءُ ، وشَقاوَةً لِمَن يَشاءُ ، وسَعادَةً لِمَن يَشاءُ ، وهُوَ في جَميعِ ذلِكَ عَدلٌ في قَضائِهِ ، وحَكيمٌ في أفعالِهِ ، لا يَفعَلُ بِعِبادِهِ إلَا الأَصلَحَ لَهُم ، ولا قُوَّةَ لَهُم إلّا بِهِ . ۱

۱۱۱۴۸.الإمام الصادق عليه السلام :اُبتُلِيَ أيّوبُ عليه السلام سَبعَ سِنينَ بِلا ذَنبٍ . ۲

۱۱۱۴۹.عنه عليه السلام :إنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالَى ابتَلى أيُّوبَ عليه السلام بِلا ذَنبٍ ، فَصَبَرَ حَتّى عُيِّرَ ۳ ، وإنَّ الأَنبِياءَ لا يَصبِرونَ عَلَى التَّعييرِ . ۴

1.الخصال : ص ۳۹۹ ح ۱۰۸ عن محمّد بن عُمارة ، بحار الأنوار : ج ۱۲ ص ۳۴۸ ح ۱۳ وراجع : قصص الأنبياء للراوندي : ص ۱۳۹ ح ۱۴۸ .

2.الخصال : ص ۳۹۹ ح ۱۰۷ ، علل الشرائع : ص ۷۵ ح ۳ ، قصص الأنبياء للراوندي : ص ۱۳۹ ح ۱۴۷ كلّها عن أبي بصير ، بحار الأنوار : ج ۱۲ ص ۳۴۷ ح ۹ .

3.عَيَّرته بهِ : قَبَّحتُه عليه (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۲۹۷ «عير») .

4.علل الشرائع : ص ۷۵ ح ۴ ، قصص الأنبياء للراوندي : ص ۱۳۹ ح ۱۴۷ ، بحار الأنوار : ج ۱۲ ص ۳۴۷ ح ۱۰ .

الصفحه من 118