البلاء (تفصیلی) - الصفحه 65

بَـ?يسِم بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ» 1 . 2

۱۱۱۵۲.تفسير الطبري عن ابن عبّاس :إنَّ اللّهَ إنَّمَا افتَرَضَ عَلى بَني إسرائيلَ اليَومَ الَّذِي افتَرَضَ عَلَيكُم في عيدِكُم يَومَ الجُمُعَةِ ، فَخالَفوا إلَى السَّبتِ فَعَظَّموهُ وتَرَكوا ما اُمِروا بِهِ ، فَلَمّا أبَوا إلّا لُزومَ السَّبتِ ابتَلاهُمُ اللّهُ فيهِ ، فَحَرَّمَ عَلَيهِم ما أحَلَّ لَهُم في غَيرِهِ . وكانوا في قَريَةٍ بَينَ أيلَةَ وَالطّورِ يُقالُ لَها «مَديَنَ» ، فَحَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِم فِي السَّبتِ الحيتانَ ؛ صَيدَها وأَكلَها ، وكانوا إذا كانَ يَومُ السَّبتِ أقبَلَت إلَيهم شُرَّعا إلى ساحِلِ بَحرِهِم ، حَتّى إذا ذَهَبَ السَّبتُ ذَهَبنَ ، فَلَم يَرَوا حوتا صَغيرا ولا كَبيرا . حَتّى إذا كانَ يَومُ السَّبتِ أتَينَ إلَيهِم شُرَّعا ، حَتّى إذا ذَهَبَ السَّبتُ ذَهَبنَ .
فَكانوا كَذلِكَ ، حَتّى إذا طالَ عَلَيهِمُ الأَمَدُ وقَرِموا ۳ إلَى الحيتانِ ، عَمَدَ رَجُلٌ مِنهُم فَأَخَذَ حوتا ـ سِرّا ـ يَومَ السَّبتِ فَخَزَمَهُ ۴ بِخَيطٍ ثُمَّ أرسَلَهُ فِي الماءِ ، وأَوتَدَ لَهُ وَتِدا فِي السّاحِلِ ، فَأَوثَقَهُ ثُمَّ تَرَكَهُ ، حَتّى إذا كانَ الغَدُ جاءَ فَأَخَذَهُ ؛ أي إنّي لَم آخُذهُ في يَومِ السَّبتِ ! ثُمَّ انطَلَقَ بِهِ فَأَكَلَهُ .
حَتّى إذا كانَ يَومُ السَّبتِ الآخَرُ عادَ لِمِثلِ ذلِكَ ، ووَجَدَ النّاسُ ريحَ الحيتانِ ، فَقالَ أهلُ القَريَةِ : وَاللّهِ لَقَد وَجَدنا ريحَ الحيتانِ ، ثُمَّ عَثَروا عَلى ما صَنَعَ ذلِكَ الرَّجُلُ . قالَ : فَفَعَلوا كَما فَعَلَ ، وأَكَلوا سِرّا زَمانا طَويلاً ، لَم يُعَجِّلِ اللّهُ عَلَيهِم بِعُقوبَةٍ حَتّى صادوها عَلانِيَةً وباعوها بِالأَسواقِ .
وقالَت طائِفَةٌ مِنهُم مِن أهلِ التَّقِيَّةِ : وَيَحكُمُ ، اتَّقُوا اللّهَ ! ونَهَوهُم عَمّا كانوا

1.الأعراف : ۱۶۵ .

2.تفسير القمّي : ج ۱ ص ۲۴۴ ، تفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۳۳ ح ۹۳ ، سعد السعود : ص ۱۱۸ ، بحار الأنوار : ج ۱۴ ص ۵۲ ح ۵ .

3.القَرَمُ : هي شِدَّةُ شهوَة اللحم حتّى لا يصبر عنه (النهاية : ج ۴ ص ۴۹ «قرم») .

4.الخِزامَةُ : حَلَقَةٌ من شعرٍ تُجعل في أحد جانبي منخري البعير (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۱۷۴ «خزم») .

الصفحه من 118