البلاء (تفصیلی) - الصفحه 71

۱۱۱۵۹.الإمام زين العابدين عليه السلام :قَدِ انتَحَلَت طَوائِفُ مِن هذِهِ الاُمَّةِ ـ بَعدَ مُفارَقَتِها أئِمَّةَ الدّينِ وَالشَّجَرَةَ النَّبَوِيَّةَ ـ إخلاصَ الدِّيانَةِ ، وأَخَذوا أنفُسَهُم في مَخايِلِ ۱ الرَّهبانِيَّةِ ، وتَغالَوا فِي العُلومِ ، ووَصَفُوا الإِسلامَ بِأَحسَنِ صِفاتِهِم ، وتَحَلَّوا بِأَحسَنِ السُّنَّةِ ، حَتّى إذا طالَ عَلَيهِمُ الأَمَدُ وبَعُدَت عَلَيهِمُ الشُّقَّةُ ، وَامتُحِنوا بِمِحَنِ الصّادِقينَ ، رَجَعوا عَلى أعقابِهِم ناكِصينَ عَن سَبيلِ الهُدى وعَلَمِ النَّجاةِ ، يَتَفَسَّحونَ تَحتَ أعباءِ الدِّيانَةِ ، تَفَسُّحَ حاشِيَةِ الإِبِلِ تَحتَ أوراقِ البُزَّلِ ۲ . ۳

۱۱۱۶۰.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن خُطبَةٍ لَهُ لَمّا بويِعَ بَعدَ مَقتَلِ عُثمانَ ـ :ألا إن بَلِيَّتَكُم قَد عادَت كَهَيئَتِها يَومَ بَعَثَ اللّهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه و آله ، وَالَّذي بَعَثَهُ بِالحَقِّ لَتُبَلبَلُنَّ بَلبَلَةً ۴ ، ولَتُغَربَلُنَّ غَربَلَةً ، حَتّى يَعودَ أسفَلُكُم أعلاكُم وأَعلاكُم أسفَلَكُم ، ولَيَسبِقَنَّ سَبّاقونَ كانوا قَصَّروا ، وَلَيُقَصِّرَنَّ سَبّاقونَ كَانوا سَبَقوا ، وَاللّهِ ما كَتَمتُ وَسمَةً ، ولا كَذَبتُ كَذِبَةً ، ولَقَد نُبِّئتُ بِهذَا المَقامِ وهذَا اليَومِ . ۵

1.المخايل : جمع المخيلة ؛ وهي ما يوقع في الخيال ، يعني به الإمارات (مجمع البحرين: ج ۱ ص ۷۲۲ «خيل») .

2.قال العلّامة المجلسي قدس سره : الحاشية : صِغار الإبل . والأوراق : جمع أورق ؛ وهو من الإبل ما في لونه بياض إلى سواد . والبُزَّل ـ كرُكَّع ـ : جمع بازل ؛ وهو جمل أو ناقة طلع نابُهما وذلك في السنة التاسعة . والحاصل : أنّه شبّه عليه السلام ضَعفهم عن إقامة السنن ونفورهم عنها لألفهم بالبدع بناقةٍ صغيرة ضرب عليها فحل قويّ بازل لا تطيقه فتمتنع منه . والأصوب أنّه «أرواق» كما في بعض النسخ ؛ أي الأحمال الثقيلة تُحمل على الإبل الكاملة القويّة ، فإنّ صغار الإبل لا تطيقها (بحار الأنوار : ج ۲۷ ص ۱۹۴) .

3.كشف الغمّة : ج ۲ ص ۳۱۰ ، بحار الأنوار : ج ۲۷ ص ۱۹۳ ح ۵۲ .

4.البَلبَلة : جمعها البلابل ؛ وهي الهموم والأحزان ( راجع : النهاية : ج ۱ ص ۱۵۰ « بلبل » ) .

5.الكافي : ج ۱ ص ۳۶۹ ح ۱ و ج ۸ ص ۶۷ ح ۲۳ ، الغيبة للنعماني : ص ۲۰۱ ح ۱ كلّها عن يعقوب السرّاج وعلي بن رئاب عن الإمام الصادق عليه السلام ، نهج البلاغة : الخطبة ۱۶ ، المسترشد : ص ۴۰۴ ح ۱۳۷ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۲۱۸ ح ۱۲ .

الصفحه من 118