البهتان (تفصیلی) - الصفحه 7

1 . مصاديق البهتان في القرآن

رغم أن الكتاب والسنة الإسلامية اعتبرتا مطلق البهتان والنسبة الباطلة إلى الأشخاص الأبرياء ، أمراً مذموماً ، إلّا أنّ القرآن قد أشار إلى بعض الأمثلة من النسب الباطلة ، حيث يمكن أن نذكرها باعتبارها أذمّ مصاديقها :

أ ـ نسبة الإنسان ذنبه إلى شخص آخر

إن النسبة الباطلة إلى الآخرين تكون على نوعين : فقد لا يكون الباهت قد ارتكب ذلك الذنب بنفسه ، وقد يكون ارتكبه ثم تبلغ به الوقاحة إلى أن ينسبه إلى شخص آخر ، ولا شكّ أنّ النوع الثاني من البهتان أكثر مذمّةً ، ومسؤوليته أكثر فداحة ، وقد ذكر القرآن هذا النوع من البهتان كالتالي :
«وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيـ?ا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا » . ۱
ومن الملفت للنظر أنّه قد جاء في شأن نزول هذه الآية أنّ الشخص البريء كان يهوديّاً فاتُّهم بالسرقة من قبل شخص مسلم في الظاهر ، في حين أنّ المتّهم كان هو نفسه الذي ارتكب هذا الذنب . ۲

ب ـ الافتراء على زوجة النبي صلى الله عليه و آله

من المصاديق الاُخرى للبهتان ، الافتراء على إحدى زوجات النبي صلى الله عليه و آله حيث ذكره القرآن تحت عنوان «الإفك» ۳ وبرَّأ أسرة النبي صلى الله عليه و آله من هذه التهمة ونهى المسلمين

1.النساء : ۱۱۱ و ۱۱۲ .

2.راجع : ص ۲۲۴ ( أقبح البهتان ) .

3.كان منشأ هذه الشائعة هو أنّ إحدى زوجات النبي صلى الله عليه و آله كانت قد تأخّرت في إحدى الغزوات عن جيش المسلمين والتحقت بالقافلة برفقة أحد الرجال المسلمين ، فاتّهمها بعض المسلمين بالفاحشة ، وقد ذمّهم اللّه تعالى في آيات من سورة النور بشدّة ونهى عن نشر هذه الشائعة ، وقد رأى معظم المفسّرين أنّ هذه الآيات قد نزلت في عائشة ، حيث اتّهمت من قبل بعض المنافقين بزعامة عبد اللّه بن أبي سلول ، إلّا أنّ بعض الروايات وبعض التفاسير ترى أنّ هذه الآيات نزلت في مارية القبطية التي تعرّضت للافتراء من جانب عائشة (راجع : تفسير القمي : ج ۲ ص ۹۹ ، بحار الأنوار : ج ۲۲ ص ۱۵۴ ح ۱۰ ـ ۱۲) .

الصفحه من 40