المباهلة (تفصیلی) - الصفحه 108

عَنها غَيرُكَ ، وبِها تُبَيِّنُ حُجَّتَكَ وتَدعو إلى تَعظيمِ السَّفيرِ بَينَكَ وبَينَ خَلقِكَ ، وأَنتَ المُتَفَضِّلُ عَلَيهِم حَيثُ قَرَّبتَهُم مِن مَلَكوتِكَ ، وَاختَصَصتَهُم بِسِرِّكَ ، وَاصطَفَيتَهُم لِوَحيِكَ ، وأَورَثتَهُم غَوامِضَ تَأويلِكَ ؛ رَحمَةً بِخَلقِكَ ، ولُطفا بِعِبادِكَ ، وحَنانا عَلى بَرِيَّتِكَ ، وعِلما بِما تَنطَوي عَلَيهِ ضَمائِرُ اُمَنائِكَ ، وما يَكونُ مِن شَأنِ صَفوَتِكَ ، وطَهَّرتَهُم في مُنشَئِهِم ومُبتَدَئِهِم ، وحَرَستَهُم مِن نَفثِ ۱ نافِثٍ إلَيهِم ، وأَرَيتَهُم بُرهانا عَلى مَن عَرَضَ بِسوءٍ لَهُم ، فَاستَجابوا لِأَمرِكَ ، وشَغَلوا أنفُسَهُم بِطاعَتِكَ ، ومَلَؤوا أجزاءَهُم مِن ذِكرِكَ ، وعَمَروا قلُوبَهُم بِتَعظيمِ أمرِكَ ، وجَزَّؤوا أوقاتَهُم فيما يُرضيكَ ، وأَخلَوا دَخائِلَهُم مِن مَعاريضِ الخَطَراتِ الشّاغِلَةِ عَنكَ ، فَجَعَلتَ قُلوبَهُم مَكامِنَ لِاءِرادَتِكَ ، وعُقولَهُم مَناصِبَ لِأَمرِكَ ونَهيِكَ ، وأَلسِنَتَهُم تَراجِمَةً لِسُنَّتِكَ ، ثُمَّ أكرَمتَهُم بِنورِكَ حَتّى فَضَّلتَهُم مِن بَينِ أهلِ زَمانِهِم وَالأَقرَبينَ إلَيهِم ، فَخَصَصتَهُم بِوَحيِكَ ، وأَنزَلتَ إلَيهِم كِتابَكَ ، وأَمَرتَنا بِالتَّمَسُّكِ بِهِم وَالرَّدِّ إلَيهِم وَالاِستِنباطِ مِنهُم .
اللّهُمَّ إنّا قَد تَمَسَّكنا بِكِتابِكَ وبِعِترَةِ نَبِيِّكَ ـ صَلَواتُكَ عَلَيهِمُ ـ الَّذينَ أقَمتَهُم لَنا دَليلاً وعَلَما ، وأَمَرتَنا بِاتِّباعِهِم ، اللّهُمَّ فَإِنّا قَد تَمَسَّكنا بِهِم فَارزُقنا شَفاعَتَهُم حينَ يَقولُ الخائِبونَ : «فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ * وَ لَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ»۲ ، وَاجعَلنا مِنَ الصّادِقينَ المُصَدِّقينَ لَهُمُ ، المُنتَظِرينَ لِأَيّامِهِمُ ، النّاظِرينَ إلى شَفاعَتِهِم ، ولا تُضِلَّنا بَعدَ إذ هَدَيتَنا ، وهَب لَنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً ، إنَّكَ أنتَ الوَهّابُ ، آمينَ رَبَّ العالَمينَ .
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى أخيهِ وصِنوِهِ ؛ أميرِ المُؤمِنينَ ، وقِبلَةِ العارِفينَ ، وعَلَمِ

1.في الدعاء : « أعوذ بك من نفث الشيطان » وهو ما يلقيه في قلب الإنسان ويوقعه فى باله ممّا يصطاده به ( مجمع البحرين : ج۴ ص۳۴۰ « نفث » ) .

2.الشعراء : ۱۰۰ و ۱۰۱ .

الصفحه من 110