المباهلة (تفصیلی) - الصفحه 17

فَقالَ الاُسقُفُ : أتَعرِفُ لَهُ يا مُحَمَّدُ أبا وَلَّدَهُ ؟
فَقالَ النَّبِيُ صلى الله عليه و آله : لَم يَكُن عَن نِكاحٍ فَيَكونَ لَهُ والِدٌ .
قالَ : فَكَيفَ قُلتَ : إنَّهُ عَبدٌ مَخلوقٌ ، وأَنتَ لَم تَرَ عَبدا مَخلوقا إلّا عَن نِكاحٍ ولَهُ والِدٌ ؟ !
فَأَنزَلَ اللّهُ تَعالَى الآياتِ مِن سورَةِ آلِ عِمرانَ إلى قَولِهِ : « إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ * الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُن مِّنَ الْمُمْتَرِينَ * فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ »۱ ، فَتَلاهَا النَّبِيُ صلى الله عليه و آله عَلَى النَّصارى ودَعاهُم إلَى المُباهَلَةِ وقالَ : إنَّ اللّهَ عَزَّ اسمُهُ أخبَرَني أنَّ العَذابَ يَنزِلُ عَلَى المُبطِلِ عَقيبَ المُباهَلَةِ ويُبَيِّنُ الحَقَّ مِنَ الباطِلِ بِذلِكَ .
فَاجتَمَعَ الاُسقُفُ مَعَ عَبدِ المَسيحِ وَالعاقِبِ عَلَى المَشوَرَةِ ، فَاتَّفَقَ رَأيُهُم عَلَى استِنظارِهِ إلى صَبيحَةِ غَدٍ مِن يَومِهِم ذلِكَ . فَلَمّا رَجَعوا إلى رِحالِهِم قالَ لَهُمُ الاُسقُفُ : اُنظُروا مُحَمَّدا في غَدٍ ، فَإِن غَدا بِوُلدِهِ وأَهلِهِ فَاحذَروا مُباهَلَتَهُ ، وإن غَدا بِأَصحابِهِ فَباهَلوهُ فَإِنَّهُ عَلى غَيرِ شَيءٍ .
فَلَمّا كانَ مِنَ الغَدِ جاءَ النَّبِيُ صلى الله عليه و آله آخِذا بِيَدِ أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ، وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ بَينَ يَدَيهِ يَمشِيانِ ، وفاطِمَةُ ـ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِم ـ تَمشي خَلفَهُ .
وخَرَجَ النَّصارى يَقدُمُهُم اُسقُفُّهُم ، فَلَمّا رَأَى النَّبِيَ صلى الله عليه و آله قَد أقبَلَ بِمَن مَعَهُ سَأَلَ عَنهُم ، فَقيلَ لَهُ : هذَا ابنُ عَمِّهِ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ، وهُوَ صِهرُهُ وأبو وُلدِهِ وأَحَبُّ

1.آل عمران : ۵۹ ـ ۶۱ .

الصفحه من 110