المباهلة (تفصیلی) - الصفحه 20

وَالسّالوسِيَّةِ ۱ ، وأَصحابِ دينِ المَلِكِ ۲ ، وَالمارونيَّةِ ، وَالعُبّادِ ، وَالنّسطورِيَّةِ ، واُملِئَت قُلوبُهُم ـ عَلى تَفاوُتِ مَنازِلِهِم ـ رَهبَةً مِنهُ ورُعبا .
فَإِنَّهُم كَذلِكَ مِن شَأنِهِم ، إذا وَرَدَت عَلَيهِم رُسُلُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِكِتابِهِ ؛ وهُم عُتبَةُ بنُ غَزوانَ ، وعَبدُ اللّهِ بنُ أبي اُمَيَّةَ ، وَالهُدَيرُ بنُ عَبدِ اللّهِ ـ أخو تَيمِ بنِ مُرَّةَ ـ ، وصُهَيبُ بنُ سِنانٍ ـ أخُو النَّمِرِ بنِ قاسِطٍ ـ يَدعوهُم إلَى الإِسلامِ ، فَإِن أجابوا فَإِخوانٌ ، وإن أبَوا وَاستَكبَروا فَإِلَى الخُطَّةِ المُخزِيَةِ ؛ إلى أداءِ الجِزيَةِ عَن يَدٍ ، فَإِن رَغِبوا عَمّا دَعاهُم إلَيهِ مِن إحدَى ۳ المَنزِلَتَينِ وعَنِدوا ، فَقَد آذَنَهُم عَلى سَواءٍ .
وكانَ في كِتابِهِ صلى الله عليه و آله : «قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءِ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَا نَعْبُدَ إِلَا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْـ?ا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ » . ۴
قالوا : وكانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله لا يُقاتِلُ قَوما حَتّى يَدعُوَهُم ، فَازدادَ القَومُ ـ لِوُرودِ رُسُلِ نَبِيِّ اللّهِ صلى الله عليه و آله وكِتابِهِ ـ نُفورا وَامتِزاجا ، فَفَزِعوا لِذلِكَ إلى بِيعَتِهِمُ العُظمى ، وأَمَروا فَفُرِشَ أرضُها واُلبِسَ جُدُرُها بِالحَريرِ وَالدِّيباجِ ، ورَفَعُوا الصَّليبَ الأَعظَمَ ـ وكانَ مِن ذَهَبٍ مُرَصَّعٍ أنفَذَهُ إلَيهِمُ القَيصَرُ الأَكبَرُ ـ ، وحَضَرَ ذلِكَ بَنُو الحارِثِ بنُ كَعبٍ ، وكانوا لُيوثَ الحَربِ وفُرسانَ النّاسِ ، قَد عَرَفَتِ العَرَبُ ذلِكَ لَهُم في قَديمِ أيّامِهِم فِي الجاهِلِيَّةِ .

1.السالوسيّة : لعلّه تصحيف عن السباليوسيّة ، نسبة إلى سابليوس من قساوسة مصرفي القرن الثالث ، أو عن النوء توس : نسبة إلى نوء توس قسّيس في القرن الثالث ( هامش بحار الأنوار : ج ۲۱ ص ۲۸۷) .

2.هم الملكانية أصحاب ملك الروم ، أو الملكائية أصحاب الملكا الذي ظهر بالروم واستولى عليها (المصدر السابق) .

3.في المصدر : «أحد» ، والتصويب من بعض النسخ .

4.آل عمران : ۶۴ .

الصفحه من 110