المباهلة (تفصیلی) - الصفحه 25

إلَيكُمُ الأَساوِدَةُ ۱ مَسيرَ أصحابِ الفيلِ ، وتُقبِلَ إلَيكُم نَصارَى العَرَبِ مِن رَبيعَةِ اليَمَنِ . فَإِذا وَصَلَتِ الأَمدادُ وارِدةً سِرُتم أنتُم في قَبائِلِكُم وسائِرِ مَن ظاهَرَكُم وبَذَلَ نَصرَهُ ومُوازَرَتَهُ لَكُم ، حَتّى تُضاهِئونَ مَن أنجَدَكُم وأَصرَخَكُم مِنَ الأَجناسِ وَالقَبائِلِ الوارِدَةِ عَلَيكُم .
فَأُمُّوا مُحَمَّدا حَتّى تَنجوا بِهِ جَميعا ، فَسَيَعتِقُ إلَيكُم وافِدا لَكُم مَن صَبا إلَيهِ مَغلوبا مَقهورا ، ويَنعَتِقُ بِهِ مَن كانَ مِنهُم في مَدَرَتِهِ مَكثورا ۲ ، فَيوشِكُ أن تَصطَلِموا ۳ حَوزَتَهُ وتُطفِئُوا جَمرَتَهُ ، ويَكونَ لَكُم بِذلِكَ الوَجهُ وَالمَكانُ فِي النّاسِ ، فَلا تَتَمالَكُ العَرَبُ حينَئِذٍ حَتّى تَتَهافَتَ دُخولاً في دينِكُم ، ثُمَّ لَتَعظُمَنَّ بيعَتُكُم هذِهِ ولَتَشرُفُنَّ حَتّى تَصيرَ كَالكَعبَةِ المَحجوجَةِ بِتِهامَةَ ، هذَا الرَّأيُ فَانتَهِزوهُ فَلا رَأيَ لَكُم بَعدَهُ .
فَأَعجَبَ القَومُ كَلامَ جَهيرِ بنِ سُراقَةَ ، ووَقَعَ مِنهُم كُلَّ مَوقِعٍ ، فَكادَ أن يَتَفَرَّقوا عَلَى العَمَلِ بِهِ ، وكانَ فيهِم رَجُلٌ مِن رَبيعَةَ بنِ نزارٍ مِن بَني قَيسِ بنِ ثَعلَبَةَ ، يُدعى حارِثَةَ بنَ أثالٍ عَلى دينِ المَسيحِ عليه السلام ، فَقامَ حارِثَةُ عَلى قَدَمَيهِ وأَقبَلَ عَلى جَهيرٍ وقالَ مُتَمَثِّلاً شِعرا :

مَتى ما تُقِد بِالباطِلِ الحَقَّ يَأبَهُوإن قُدتَ بِالحَقِّ الرَّواسِيَ تَنقَدِ۴
إذا ما أتَيتَ الأَمرَ مِن غَيرِ بابِهِضَلَلتَ وإن تَقصِد إلَى البابِ تَهتَدِ

1.الأساوِدُ : أي الجماعة المتَفَرِّقَةُ (النهاية : ج ۲ ص ۴۱۸ «سود») .

2.المَكثُور : المَغلوبُ ، وهو الذي تكاثر عليه الناس فقهروه (النهاية : ج ۴ ص ۱۵۳ «كثر») .

3.الاصطلام : الاستئصال (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۶۷ «صلم») .

4.جاء البيت الأوّل هكذا في المصدر : متى ما تقد بالباطل الحقّ بابهوإن قلت بالحقّ الرواسي ينقد وفيه تصحيف ، والتصويب من بحار الأنوار .

الصفحه من 110