المباهلة (تفصیلی) - الصفحه 35

جاءَ بِهِ كَمَثلِ الرَّأسِ لِلجَسَدِ ، فَما حالُ جَسَدٍ لا رَأسَ لَهُ ؟ ! فَأَمهِل رُوَيدا نَتَجَسَّسُ الأَخبارَ ونَعتَبِرُ الآثارَ ، وَلنَستَشِفَّ ما ألفَينا مِمّا اُفضِيَ إلَينا ، فَإِن آنَسنَا الآيَةَ الجامِعَةَ الخاتِمَةَ لَدَيهِ ، فَنَحنُ إلَيهِ أسرَعُ ولَهُ أطوَعُ ، وإلّا فَاعلَم ما تَذكُرُ ۱ بِهِ النُّبُوَّةَ وَ السِّفارَةَ عَنِ الرَّبِّ الَّذي لا تَفاوُتَ في أمرِهِ ولا تُغايَرَ في حُكمِهِ .
قالَ لَهُ حارِثَةُ : قَد نادَيتَ فَأَسمَعتَ ، وقَرَعتَ ۲ فَصَدَعتَ ، وسَمِعتَ وأَطَعتَ ، فَما هذِهِ الآيَةُ الَّتي أوحَشَ بَعدَ الأُنسَةِ فَقدُها ، وأَعقَبَ الشَّكَّ بَعدَ البَيِّنَةِ عُدمُها ؟ !
وقالَ لَهُ العاقِبُ : قَد أثلَجَكَ أبو قُرَّةَ بِها ، فَذَهَبتَ عَنها في غَيرِ مَذهَبٍ ، وحاوَرتَنا فَأَطَلتَ في غيرِ ما طائِلٍ حِوارَنا ۳ .
قالَ حارِثَةُ : إلى ذلِكَ فَجَلِّهَا الآنَ لي فِداكَ أبي واُمّي .
قالَ العاقِبُ : أفلَحَ مَن سَلَّمَ لِلحَقِّ وصَدَعَ بِهِ ولَم يَرغَب عَنهُ ، وقَد أحاطَ بِهِ عِلما ، فَقَد عَلِمنا وعَلِمتَ مِن أنباءِ الكُتُبِ المُستَودَعَةِ عِلمَ القُرونِ ، وما كانَ وما يَكونُ ، فَإِنَّهَا استَهَلَّت بِلِسانِ كُلِّ اُمَّةٍ مِنهُم ، مُعرِبَةً مُبَشِّرَةً ومُنذِرَةً بِأَحمَدَ النَّبِيِّ العاقِبِ ، الَّذي تُطَبِّقُ اُمَّتُهُ المَشارِقَ وَالمَغارِبَ ، يَملِكُ ـ وشيعَتُهُ مِن بَعدِهِ ـ مُلكا مُؤَجَّلاً يَستَأثِرُ مُقتَبَلُهُم مُلكا عَلَى الأَحَمِّ ۴ مِنهُم بِذلِكَ النَّبِيِّ وتَباعَةَ وبَيتا ۵ .
ويوسِع مِن بَعدِهِم اُمَّتُهُم عُدوانا وهَضما ، فَيَملِكونَ بِذلِكَ سَبتا ۶ طَويلاً ، حَتّى

1.في المصدر : «نذكر» ، والتصويب من بحار الأنوار .

2.في المصدر : «وفزعت» ، والتصويب من بحار الأنوار .

3.في المصدر : «وجاورتها ... وحاورتنا» بدل «وحاورتنا ... حوارنا» ، والتصويب من بحار الأنوار .

4.الحَميم : القريب ، والجمع أحِمّاء (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۱۵۲ «حمم») .

5.في المصدر : «وتباعة وسيما» ، والتصويب من بحار الأنوار ؛ أي على من كان أقرب منهم من جهة المتابعة . والبيت : النسب .

6.السَّبت : الدهر (الصحاح : ج ۱ ص ۲۵۰ «سبت») .

الصفحه من 110