المباهلة (تفصیلی) - الصفحه 38

قالَ : وبِمَ ؟ ألَم تَعتَرِف لَهُ بِنُبُوَّتِهِ ورِسالَتِهِ الشَّواهِدُ ؟
قالَ العاقِبُ : بَلى ـ لَعَمرُو اللّهِ ـ ولكِنَّهُما نَبِيّانِ رَسولانِ ، يَعتَقِبانِ ۱ بَينَ مَسيحِ اللّهِ عز و جلوبَينَ السّاعَةِ ، اشتُقَّ اسمُ أحَدِهِما مِن صاحِبِهِ : مُحَمَّدٍ وأَحمَدَ ، بَشَّرَ بِأَوَّلِهِما موسى عليه السلام وبِثانيهِما عيسى عليه السلام ، فَأَخو قُرَيشٍ هذا مُرسَلٌ إلى قَومِهِ ، ويَقفوهُ مِن بَعدِهِ ذُو المُلكِ الشَّديدِ ، وَالأَكلِ الطَّويلِ ، يَبعَثُهُ اللّهُ عز و جلخاتِما لِلدّينِ ، وحُجَّةً عَلَى الخَلائِقِ أجمَعينَ ، ثُمَّ تَأتي مِن بَعدِهِ فَترَةٌ تَتَزايَلُ فيهَا القَواعِدُ مِن مَراسيها ، فَيُعيدُهَا اللّهُ عز و جلويُظهِرُهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ ، فَيَملِكُ هُوَ وَالمُلوكُ الصّالِحونَ مِن عَقِبِهِ جَميعَ ما طَلَعَ عَلَيهِ اللَّيلُ وَالنَّهارُ ، مِن أرضٍ وجَبَلٍ وبَرٍّ وبَحرٍ ، يَرِثونَ أرضَ اللّهِ عز و جل مُلكا كَما وَرِثَهُما أو مَلَكَهُمَا الأَبَوانِ آدَمُ ونوحٌ عليهماالسلام . يُلقَونَ ـ وهُمُ المُلوكُ الأَكابِرُ ـ في مِثلِ هَيئَةِ المَساكينِ بَذاذَةً ۲ وَاستِكانَةً ، فَاُولئِكَ الأَكرَمونَ الأَماثِلُ ، لا يَصلُحُ عِبادُ اللّهِ وبِلادُهُ إلّا بِهِم ، وعَلَيهِم يَنزِلُ عيسَى ابنُ البِكرِ عليه السلام عَلى آخِرِهِم ، بَعدَ مَكثٍ طَويلٍ ومُلكٍ شَديدٍ ، لا خَيرَ فِي العَيشِ بَعدَهُم . وتَردِفُهُم رَجرَجَةُ طَغامٍ ۳ في مِثلِ أحلامِ العَصافيرِ ، وعَلَيهِم تَقومُ السّاعَةُ ، وإنَّما تَقومُ عَلى شِرارِ النّاسِ وأَخابِثِهِم ، فَذلِكَ الوَعدُ الَّذي صَلّى بِهِ اللّهُ عز و جل عَلى أحمَدَ ، كَما صَلّى بِهِ [عَلى] ۴ خَليلِهِ إبراهيمَ عليه السلام في كَثيرٍ مِمّا لِأَحمَدَ صلى الله عليه و آله مِنَ البَراهينِ وَالتَّأييدِ ، الَّذي خَبَّرَت بِهِ كُتُبُ اللّهِ الأُولى .
قالَ حارِثَةُ : فَمِنَ الأَثَرِ المُستَقَرِّ عِندَكَ ـ أبا واثِلَةَ ـ في هذَينِ الاِسمَينِ أنَّهُما لِشَخصَينِ ؛ لِنَبِيَّيَّنِ مُرسَلَينِ ، في عَصرَينِ مُختَلِفَينِ ؟

1.أي يأتي كلّ منهما عقيب صاحبه .

2.البذاذة : رثاثة الهيئة (لسان العرب : ج ۳ ص ۴۷۷ «بذذ») .

3.الرجرجة : الاضطراب (الصحاح : ج ۱ ص ۳۱۷ «رجرج») . والطغام : أوغاد الناس (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۷۵ «طغم») .

4.ما بين المعقوفين أثبتناه من بحار الأنوار .

الصفحه من 110