المباهلة (تفصیلی) - الصفحه 41

قالَ السَّيِّدُ : أ لَم يَقُل ـ بَعدَ نَبذٍ طَويلٍ مِن كَلامٍ ـ :
«فَإذا طبّقت وقُطِّعَتِ الأَرحامُ ، وعَفَتِ الأَعلامُ ، بَعَثَ اللّهُ عَبدَهُ الفارِقليطا بِالرَّحمَةِ وَالمَعدِلَةِ . قالوا : ومَا الفارِقليطا يا مَسيحَ اللّهِ ؟ قالَ : أحمَدُ النَّبِيُّ الخاتِمُ الوارِثُ ، ذلِكَ الَّذي يُصَلّى عَلَيهِ حَيّا ويُصَلّى عَلَيهِ بَعدَما يَقبِضُهُ إلَيهِ ، بِابنِهِ الطّاهِرِ الخايِرِ ، يَنشُرُهُ اللّهُ في آخِرِ الزَّمانِ ، بَعدَمَا انقَضَّت ۱ عُرَى الدّينِ ، وخَبَتَ مَصابيحُ النّاموسِ ، وأفِلَت نُجومُهُ ، فَلا يَلبَثُ ذلِكَ العَبدُ الصّالِحُ إلّا أمَما ۲ حَتّى يَعودَ الدّينُ بِهِ كَما بَدَأَ ، ويُقِرُّ اللّهُ عز و جل سُلطانَهُ في عَبدِهِ ، ثُمَّ فِي الصّالِحينَ مِن عَقِبِهِ ، ويَنشُرُ مِنهُ حَتّى يَبلُغَ مُلكُهُ مُنقَطَعَ التُّرابِ» ؟
قالَ حارِثَةُ : كُلُّ ما قَد أنشَدتُما ۳ حَقٌّ ، لا وَحشَةَ مَعَ الحَقِّ ، ولا اُنسَ في غَيرِهِ ، فَمَه ؟ !
قالَ السَّيِّدُ : فَإِنَّ مِنَ الحَقِّ أن لا حَظَّ في هذِهِ الأُكرومَةِ لِلأَبتَرِ .
قالَ حارِثَةُ : إنَّهُ لَكَذلِكَ ، ولَيسَ ۴ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله .
قالَ السَّيِّدُ : إنَّكَ ما عَمِلَت إلّا لُدّا ۵ ، ألَم يُخبِرنا سَفرُنا وأَصحابُنا فيما تَجَسَّسنا مِن خَبَرِهِ ، أنَّ وَلَدَيهِ الذَّكَرَينِ ـ القُرَشِيَّةَ وَالقِبطِيَّةَ ـ بادا ، وغودِرَ مُحَمَّدٌ كَقَرنِ الأَعضَبِ ۶ ، موفٍ عَلى ضَريحِهِ ، فَلَو كانَ لَهُ بَقِيَّةٌ لَكانَ لَكَ بِذلِكَ مَقالاً ، إذا وَلَّت أنباؤُهُ الَّذي تَذكُرُ .

1.في بحارالأنوار : «انفصمت» بدل «انقضّت» .

2.الأمَم : اليسير (النهاية : ج ۱ ص ۶۹ «أمم») .

3.في بحار الأنوار «أشدتما بهذه المأثرة لأحمد وكرّرتما بها القول وهي» بدل «أنشدتما» .

4.في المصدر : «أليسَ» ، والتصويب من بحار الأنوار .

5.الألَدُّ : الخصم الجدل الشحيح الذي لا يزيغ إلى الحقّ ، وجمعه لُدّ ولِداد (لسان العرب : ج ۳ ص ۳۹۱ «لدد») .

6.الأعضب : المكسور القرن الداخل ، والأعضب من الرجال : الذي ليس له أخٌ ولا أحد (لسان العرب : ج ۱ ص ۶۰۹ «عضب») .

الصفحه من 110