المباهلة (تفصیلی) - الصفحه 46

حَقٌّ مُؤمِنٌ ، أجَل وهُوَ ـ وَالمَعبودِ ـ أحمَدُ الَّذي نَبَّأَت بِهِ كُتُبُ اللّهِ عز و جل ، ودَلَّت عَلَيهِ آياتُهُ ، وهُوَ حُجَّةُ اللّهِ عز و جل ، ورَسولُهُ صلى الله عليه و آله الخاتِمُ الوارِثُ حَقّا ، ولا نُبُوَّةَ ولا رَسولَ للّهِِ عز و جلولا حُجَّةَ بَينَ ابنِ البَتولِ وَالسَّاعَةِ غَيرُهُ ، بَلى ومَن كانَ مِنهُ مِنِ ابنَتِهِ البُهلولَةِ ۱ الصِّدّيقَةِ ، فَأَنتُما بِبَلاغِ اللّهِ إلَيكُما ۲ مِن نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله في أمرٍ مُستَقَرٍّ ، ولَولَا انقِطاعِ نَسلِهِ لَمَا ارتَبتُما فيما زَعَمتُما بِهِ أنَّهُ السّابِقُ العاقِبُ ؟
قالا : أجَل ، إنَّ ذلِكَ لَمِن أكبَرِ أماراتِهِ عِندَنا .
قالَ : فَأَنتُما ـ وَاللّهِ ـ فيما تَزعُمانِ مِن نَبِيٍّ ثانٍ مِن بَعدِهِ في أمرٍ مُلتَبَسٍ ، وَالجامِعَةُ تَحكُمُ في ذلِكَ بَينَنا .
فَتَنادَى النّاسُ مِن كُلِّ ناحِيَةٍ ، وقالوا : الجامِعَةَ ـ يا أبا حارِثَةَ ! ـ الجامِعَةَ ؛ وذلِكَ لِما مَسَّهُم في طولِ تَحاوُرِ الثَّلاثَةِ مِنَ السَّأمَةِ وَالمَلَلِ ، وظَنَّ القَومُ مَعَ ذلِكَ أنَّ الفَلجَ ۳ لِصاحِبَيهِما لِما كانا يَدَّعِيانِ في تِلكَ المَجالِسِ مِن ذلِكَ . فَأَقبَلَ أبو حارِثَةَ إلى عِلجٍ ۴ واقِفٍ مِنهُ [أمَما] ۵ ، فَقالَ : اِمضِ يا غُلامُ فَائتِ بِها . فَجاءَ بِالجامِعَةِ يَحمِلُها عَلى رَأسِهِ وهُوَ لا يَكادُ يَتَماسَكُ بِها لِثِقَلِها .
قالَ : فَحَدَّثَني رَجُلُ صِدقٍ ۶ مِنَ النَّجرانِيَّةِ ـ مِمَّن كانَ يَلزَمُ السَّيِّدَ وَالعاقِبَ ، ويَحِفُّ لَهُما في بَعضِ اُمورِهِما ، ويَطَّلِعُ عَلى كَثيرٍ مِن شَأنِهِما ـ قالَ : لَمّا حَضَرَتِ

1.البُهلول : العزيز الجامع لكلّ خير . والبُهلول ـ أيضا ـ : الحَييّ الكريم (لسان العرب : ج ۱۱ ص ۷۳ «بهل») .

2.في المصدر : «لكنّكما» ، والتصويب من بحار الأنوار .

3.الفلج : الظفر والفوز (الصحاح : ج ۱ ص ۳۳۵ «فلج») .

4.العِلجُ : الرجل القويّ الضخم (النهاية : ج ۳ ص ۲۸۶ «علج») .

5.الزيادة من بحارالأنوار .

6.رَجُلُ صِدقٍ : أي نِعمَ الرجل هو . ورَجُلٌ صَدقٌ : نقيض رَجلٌ سَوءٌ ( راجع : لسان العرب : ج ۱۰ ص ۱۹۴ «صدق» ) .

الصفحه من 110