المباهلة (تفصیلی) - الصفحه 7

وبناءً على ذلك ، فإنّ الشكّ في صحّة هذا الحديث ۱ ، أو تحريفه من خلال إضافة أسماء أشخاص آخرين ۲ إلى الأشخاص الأربعة (عليّ ، فاطمة ، الحسن والحسين عليهم السلام ) والذين خرج بهم النبي صلى الله عليه و آله للمباهلة ، أو حذف بعضهم ۳ ، مردّه الجهل والعناد ، أو جفاء أهل بيت الرسالة ، أو بغضهم ، ولا قيمة علمية له . ۴

أرضيّات حادثة المباهلة

أدّى فتح مكّة في السنة الثامنة من الهجرة على يد جيش الإسلام دون سفك للدماء ، إلى الازدهار التدريجي لنفوذ الإسلام الثقافي والسياسي في الحجاز ، بل وفي جميع أنحاء العالم ، ولذلك فقد حظيت المدينة ـ المركز الرئيس للثورة الإسلامية ـ باهتمام الزعماء الدينيين والسياسيّين في العالم .
وقد هيّأت هذه الظاهرة الثقافية والسياسية ، أرضيّةً مناسبة لأن يدعوهم رسول اللّه صلى الله عليه و آله إلى الدخول في الإسلام ، أو الاعتراف بالدولة الإسلامية والالتزام بمقرّراتها ؛ وذلك من خلال إرسال السفراء والكتب إلى زعماء العالم السياسيّين والدينيّين وخاصّة في المناطق الأقرب إلى المدينة .
وبالطبع فإنّ الكثير من الأشخاص الذين خاطبهم النبيّ صلى الله عليه و آله في كتبه كانوا يرغبون في التعرّف عن كثب على مركز الثورة الإسلامية ورسول اللّه صلى الله عليه و آله ، عبر القدوم إلى المدينة ، ولذلك فقد كانت وفود القبائل العربية تتوافد على رسول اللّه صلى الله عليه و آله تدريجياً في السنة التاسعة من الهجرة ، ولهذا سمّى المؤرّخون هذه السنة «عام الوفود» .

1.راجع : تفسير المنار : ج ۳ ص ۳۲۲ .

2.راجع : تاريخ دمشق : ج ۳۹ ص ۱۷۷ ، السيرة النبوية لزين بن دحلان : ج ۳ ص ۵ .

3.راجع : تفسير الطبري : ج ۳ الجزء ۳ ص ۲۹۹ ، تاريخ المدينة المنورة : ج ۲ ص ۵۸۲ .

4.راجع : الميزان في تفسير القرآن : ج ۳ ص ۳۷۵ .

الصفحه من 110