المباهلة (تفصیلی) - الصفحه 8

وقد كان كتاب النبي صلى الله عليه و آله إلى نصارى نجران ۱ من جملة الكتب التي بعثها صلى الله عليه و آله في السنة التاسعة من الهجرة ۲ ، وهذا نصها :
بِسمِ إلهِ إبراهيمَ وإسحاقَ ويَعقوبَ ، مِن مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ رَسولِ اللّهِ إلى اُسقُفِّ نَجرانَ ، وأَهلِ نَجرانَ : إن أسلَمتُم فَإِنّي أحمَدُ إلَيكُمُ اللّهَ إلهَ إبراهيمَ وإسحاقَ ويَعقوبَ ، أمّا بَعدُ : فَإِنّي أدعوكُم إلى عِبادَةِ اللّهِ مِن عِبادَةِ العِبادِ ، وأَدعوكُم إلى وِلايَةِ اللّهِ مِن وِلايَةِ العِبادِ ، فَإِن أبَيتُم فَالجِزيَةُ ، فَإِن أبَيتُم فَقَد آذَنتُكُم بِحَربٍ ، وَالسَّلامُ . ۳
وبعد إرسال هذا الكتاب ، قدم إلى المدينة وفد رفيع المستوى من زعماء نصارى نجران وأخذوا يحاورون النبيّ صلى الله عليه و آله ، ولكنهّم لم يُذعنوا للبراهين الواضحة التي قدّمها النبيّ صلى الله عليه و آله ، لإثبات الرسالة ، بسبب التعصّب والعناد ولذلك لم تتمخّض محادثاتهم عن نتيجة . عندها نزلت الآية 61 من سورة آل عمران فيها أمرٌ للنبيّ صلى الله عليه و آله بأن يعرض عليهم المباهلة كي يقضي اللّه تعالى نفسه بين مدّعي النبوة والنصارى ويفضح الكاذب منهما .
وقد كان اقتراح النبي صلى الله عليه و آله هذا أكثر فاعلية من أيّ دليل وبرهان آخر عند خاصة المسلمين وعامتهم والمسيحيّين من أجل حسم المجادلات بينه وبين وفد نصارى نجران ، إلّا أنّ زعماء نصارى نجران الذين كانوا قد وافقوا على هذا الاقتراح ، انصرفوا عن القيام بها بعد أن حضروا في المكان المتّفق عليه في اليوم الموعود

1.راجع : نهاية الأرب : ص ۱۹ و ۵۵ ، معجم البلدان : ج ۲ ص ۵۳۸ و ج ۵ ص ۲۶۷ ، معجم ما استعجم : ج ۴ ص ۱۲۹۸ ، فتوح البلدان : ج ۱ ص ۷۹ ، لغت نامه دهخدا « بالفارسية » : مدخل نجران ، لسان العرب : ج ۵ ص ۱۹۵ .

2.راجع : ص ۳۱۵ ( كلام حول تاريخ المباهلة ) .

3.دلائل النبوة للبيهقي : ج ۵ ص ۳۸۵ ، تفسير ابن كثير : ج ۲ ص ۴۳ ، البداية والنهاية : ج ۵ ص ۵۳ ، إمتاع الأسماع : ج ۱۴ ص ۶۷ ، سبل الهدى والرشاد : ج ۶ ص ۴۵۱ كلّها عن سلمة بن يسوع عن أبيه عن جدّه ، الوثائق السياسية : ص ۱۷۹ الرقم ۹۵ ، الدرّ المنثور : ج ۲ ص ۲۲۹ ؛ تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۸۱ نحوه ، بحارالانوار : ج ۳۵ ص ۲۶۲ .

الصفحه من 110