المباهلة (تفصیلی) - الصفحه 83

فَقالَ المَأمونُ : ما تَقولُ يا أبَا الحَسَنِ ؟
فَقالَ الرِّضا عليه السلام : لا أقولُ كَما قالوا ، ولكِنّي أقولُ : أرادَ اللّهُ عز و جل بِذلِكَ العِترَةَ الطّاهِرَةَ .
فَقالَ المَأمونُ : وكَيفَ عَنَى العِترَةَ مِن دونِ الاُمَّةِ ؟
فَقالَ لَهُ الرِّضا عليه السلام : إنَّهُ لَو أرادَ الاُمَّةَ لَكانَت أجمَعُها فِي الجَنَّةِ ، لِقَولِ اللّهِ عز و جل : « فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَ مِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَ تِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَ لِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ »۱ ، ثُمَّ جَمَعَهُم كُلَّهُم فِي الجَنَّةِ فَقالَ عز و جل : « جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ »۲ الآيَةَ ، فَصارَتِ الوِراثَةُ لِلعِترَةِ الطّاهِرَةِ لا لِغَيرِهِم .
فَقالَ المَأمونُ : مَنِ العِترَةُ الطّاهِرَةُ ؟
فَقالَ الرِّضا عليه السلام : الَّذينَ وَصَفَهُمُ اللّهُ في كِتابِهِ ، فَقالَ عز و جل : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا »۳ ، وهُمُ الَّذينَ قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «إنّي مُخَلِّفٌ فيكُمُ الثَّقَلَينِ : كِتابَ اللّهِ وعِترَتي أهلَ بَيتي ، ألا وإنَّهُما لَن يَفتَرِقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ ، فَانظُروا كَيفَ تُخَلِّفُونّي فيهِما ، أيُّهَا النّاسُ! لا تُعَلِّموهُم فَإِنَّهُم أعلَمُ مِنكُم» .
قالَتِ العُلَماءُ : أخبِرنا يا أبَا الحَسَنِ عَنِ العِترَةِ ، أهُمُ الآلُ أم غَيرُ الآلِ ؟
فَقالَ الرِّضا عليه السلام : هُمُ الآلُ .
فَقالَتِ العُلَماءُ : فَهذا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُؤثَرُ عَنهُ أنَّهُ قالَ : «اُمَّتي آلي» ، وهؤُلاءِ أصحابُهُ يَقولونَ بِالخَبَرِ المُستَفاضِ الَّذي لا يُمكِنُ دَفعُهُ : آلُ مُحَمَّدٍ اُمَّتُهُ .
فَقالَ أبُو الحَسَنِ عليه السلام : أخبِروني ، فَهَل تَحرُمُ الصَّدَقَةُ عَلَى الآلِ ؟ فَقالوا : نَعَم . قالَ : فَتَحرُمُ عَلَى الاُمَّةِ ؟ قالوا : لا . قالَ : هذا فَرقُ ما بَينَ الآلِ وَالاُمَّةِ . وَيحَكُم! أينَ يُذهَبُ

1.فاطر : ۳۲ .

2.فاطر : ۳۳ .

3.الأحزاب : ۳۳ .

الصفحه من 110