المباهلة (تفصیلی) - الصفحه 84

بِكُم ، أضَرَبتُم عَنِ الذِّكرِ صَفحا أم أنتُم قَومٌ مُسرِفونَ ۱ ؟! أما عَلِمتُم أنَّهُ وَقَعَتِ الوِراثَةُ وَالطَّهارَةُ عَلَى المُصطَفَينِ المُهتَدينَ دونَ سائِرِهِم ؟
قالوا : ومِن أينَ يا أبَا الحَسَنِ ؟
فَقالَ : مِن قَولِ اللّهِ جَلَّ وعَزَّ : « وَ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَ إِبْرَ هِيمَ وَ جَعَلْنَا فِى ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَ الْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَ كَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ »۲ ، فَصارَت وِراثَةُ النُّبُوَّةِ وَالكِتابِ لِلمُهتَدينَ دونَ الفاسِقينَ ، أما عَلِمتُم أنَّ نوحا حينَ سَأَلَ رَبَّهُ عز و جل « فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِى مِنْ أَهْلِى وَ إِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَ أَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ »۳ وذلِكَ أنَّ اللّهَ عز و جل وَعَدَهُ أن يُنجِيَهُ وأَهلَهُ ، فَقالَ رَبُّهُ عز و جل : «يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْـ?لْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّى أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ »۴ ؟
فَقالَ المَأمونُ : هَل فَضَّلَ اللّهُ العِترَةَ عَلى سائِرِ النّاسِ ؟
فَقالَ أبُو الحَسَنِ عليه السلام : إنَّ اللّهَ عز و جل أبانَ فَضلَ العِترَةِ عَلى سائِرِ النّاسِ في مُحكَمِ كِتابِهِ.
فَقالَ لَهُ المَأمونُ : أينَ ذلِكَ مِن كِتابِ اللّهِ ؟
فَقالَ لَهُ الرِّضا عليه السلام : في قَولِ اللّهِ عز و جل : «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى ءَادَمَ وَنُوحًا وَءَالَ إِبْرَ هِيمَ وَءَالَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ »۵ ، وقالَ عز و جل في مَوضِعٍ آخَرَ : «أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ ءَاتَيْنَا ءَالَ إِبْرَ هِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَءَاتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا »۶ .

1.اقتباس من قوله تعالى في سورة الزخرف الآية ۵ .

2.الحديد : ۲۶ .

3.هود : ۴۵ .

4.هود : ۴۶ .

5.آل عمران : ۳۳ و ۳۴ .

6.النساء : ۵۴ .

الصفحه من 110