المباهلة (تفصیلی) - الصفحه 87

رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله بِحُكمِ اللّهِ عز و جل .
قالَ : فَقالَ لَهُ المَأمونُ : ألَيسَ قَد ذَكَرَ اللّهُ الأَبناءَ بِلَفظِ الجَمعِ ، وإنَّما دَعا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ابنَيهِ خاصَّةً ، وذَكَرَ النِّساءَ بِلَفظِ الجَمعِ وإنَّما دَعا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ابنَتَهُ وَحدَها ، فَلِمَ لا جازَ أن يَذكُرَ الدُّعاءَ لِمَن هُوَ نَفسَهُ ويَكونَ المُرادُ نَفسَهُ فِي الحَقيقَةِ دونَ غَيرِهِ ، فَلا يَكونُ لِأَميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ما ذَكَرتَ مِنَ الفَضلِ ؟
قالَ : فَقالَ لَهُ الرِّضا عليه السلام : لَيسَ بِصَحيحٍ ما ذَكَرتَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، وذلِكَ أنَّ الدّاعِيَ إنَّما يَكونُ داعِيا لِغَيرِهِ كَما يَكونُ الآمِرُ آمِرا لِغَيرِهِ ، ولا يَصِحُّ أن يَكونَ داعِيا لِنَفسِهِ فِي الحَقيقَةِ كَما لا يَكونُ آمِرا لَها فِي الحَقيقَةِ ، وإذا لَم يَدعُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله رَجُلاً فِي المُباهَلَةِ إلّا أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام ، فَقَد ثَبَتَ أنَّهُ نَفسُهُ الَّتي عَناهَا اللّهُ تَعالى في كِتابِهِ ، وجَعَلَ حُكمَهُ ذلِكَ في تَنزيلِهِ .
قالَ : فَقالَ المَأمونُ : إذا وَرَدَ الجَوابَ سَقَطَ السُّؤالُ . ۱

۱۱۳۵۲.طرائف المقال :إنَّ المَأمونَ قالَ لِلرِّضا عليه السلام : مَا الدَّليلُ عَلى خِلافَةِ جَدِّكَ [عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ] ؟ قالَ عليه السلام : «أَنفُسَنَا» ، فَقالَ المَأمونُ : لَولا «نِسَاءَنَا» ! فَقالَ الرِّضا عليه السلام : لَولا «أَبْنَاءَنَا» ! فَسَكَتَ المَأمونُ ۲ . ۳

1.الفصول المختارة : ص ۳۸ ، بحار الأنوار : ج ۱۰ ص ۳۵۰ ح ۱۰ .

2.قال العلّامة الطباطبائي في بيان هذا الحديث : قوله عليه السلام : آية «أَنفُسَنَا» ، يريد أنّ اللّه جعل نفس عليّ عليه السلام كنفس نبيّه صلى الله عليه و آله ، وقوله : «لولا نساءنا» معناه : أنّ كلمة «نِسَاءَنَا» في الآية دليل على أنّ المراد بالأنفس الرجال ، فلا فضيلة فيه حينئذٍ ، وقوله عليه السلام : «لولا أبناءنا» معناه : أنّ وجود «أَبْنَاءَنَا» فيها يدلّ على خلافه ؛ فإنّ المراد بالأنفس لو كان هو الرجال لم يكن مورد لذكر الأبناء (الميزان في تفسير القرآن : ج ۳ ص ۲۳۰) .

3.طرائف المقال : ج ۲ ص ۳۰۲ .

الصفحه من 110