المباهلة (تفصیلی) - الصفحه 9

وشاهدوا علامات صدق رسول اللّه صلى الله عليه و آله وأحقّيّته ، فرضخوا للتوقيع على معاهدة الصلح التي حدّد رسول اللّه صلى الله عليه و آله شروطَها ودفع الجزية .

أبرز الملاحظات في حادثة المباهلة

تحظى حادثة المباهلة بأهمّية كبيرة من جوانب مختلفة وتستحقّ التأمّل والدراسة ، وتتمثّل أهمّ وأبرز الملاحظات التي نراها في هذه الحادثة في :

1 . إثبات أحقيّة الإسلام في مقابل المسيحية

أثبتت حادثة المباهلة أنّ زعماء نصارى نجران ـ كغيرهم من علماء النصارى المعاصرين للنبيّ صلى الله عليه و آله ـ كانوا قد قرؤوا علامات النبي الخاتم في كتبهم السماوية فرأوا تلك العلامات منطبقة بشكل كامل عليه صلى الله عليه و آله ، إلّا أنّهم كانوا يكتمون الحقّ لئلّا يفقدوا مركزهم في المجتمع المسيحي ، كما يصرّح القرآن الكريم بذلك في قوله :
«الَّذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَ إِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ» . ۱
وبناءً على ذلك ، فإنّ حادثة المباهلة لم تكن ذات فاعليّة أكثر من أيّ برهان آخر لإثبات صدق النبيّ وأحقّيته أمام نصارى نجران وحسب ، بل إنّها تعتبر من أدلّة أحقيّة الإسلام في مقابل المسيحية على مرّ الزمن وحتى يوم القيامة ، والملفت للنظر أنّ أيّ عالِم مسيحيّ لم يعلن عن استعداده لمباهلة المسلمين بعد تلك الحادثة منذ السنة الهجرية التاسعة وحتّى الآن .

2 . إثبات انحياز الإسلام للمنطق والسلام

الملاحظة الثانية فيما يتعلّق بحادثة المباهلة ، إثبات انحياز الإسلام للمنطق

1.البقرة : ۱۴۶ .

الصفحه من 110