البیعة (تفصیلی) - الصفحه 103

فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : يا أبا دُجانَةَ أنتَ في حِلٍّ مِن بَيعَتِكَ فَارجِع ، فَقالَ أبو دُجانَةَ : يا رَسولَ اللّهِ لا تُحَدِّثُ نِساءُ الأَنصارِ فِي الخُدورِ أنّي أسلَمتُكَ ورَغِبتُ بِنَفسي ۱ عَن نَفسِكَ ، يا رَسولَ اللّهِ ، لا خَيرَ فِي العَيشِ بَعدَكَ .
قالَ : فَلَمّا سَمِعَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله كَلامَهُ ورَغبَتَهُ فِي الجِهادِ ، انتَهى رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إلى صَخرَةٍ فَاستَتَرَ بِها لِيَتَّقِيَ بِها مَنِ السِّهامِ ـ سِهامِ المُشرِكينَ ـ ، فَلَم يَلبَث أبو دُجانَةَ إلّا يَسيرا حَتّى اُثخِنَ جِراحَةً ، فَتَحامَلَ حَتَّى انتَهى إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَجَلَسَ إلى جَنبِهِ مُثخَنا لا حَراكَ بِهِ . ۲

۱۱۵۲۳.تاريخ الطبري عن عبد اللّه بن شريك العامريّ عن الإمام زين العابدين عليه السلام :جَمَعَ الحُسَينُ أصحابَهُ بَعدَما رَجَعَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ ، وذلِكَ عِندَ قُربِ المَساءِ ، قالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ : فَدَنَوتُ مِنهُ لِأَسمَعَ وأَنَا مَريضٌ ، فَسَمِعتُ أبي وهُوَ يَقولُ لِأَصحابِهِ : اُثني عَلَى اللّهِ تَبارَكَ وتَعالى أحسَنَ الثَّناءِ ، وأَحمَدُهُ عَلَى السَّرّاءِ وَالضَّرّاءِ ، اللّهُمَّ إنّي أحمَدُكَ عَلى أن أكرَمتَنا بِالنُّبُوَّةِ ، وعَلَّمتَنَا القُرآنَ ، وفَقَّهتَنا فِي الدّينِ ، وجَعَلتَ لَنا أسماعا وأَبصارا وأَفئِدَةً ، ولَم تَجعَلنا مِنَ المُشرِكينَ ، أمّا بَعدُ ، فَإِنّي لا أعلَمُ أصحابا أولى ولا خَيرا مِن أصحابي ، ولا أهلَ بَيتٍ أبَرَّ ولا أوصَلَ مِن أهلِ بَيتي ، فَجَزاكُمُ اللّهُ عَنّي جَميعا خَيرا ، ألا وإنّي أظُنُّ يَومَنا مِن هؤُلاءِ الأَعداءِ غَدا ، ألا وإنّي قَد رَأَيتُ لَكُم فَانطَلِقوا جَميعا في حِلٍّ ، لَيسَ عَلَيكُم مِنّي ذِمامٌ ۳ ، هذا لَيلٌ قَد غَشِيَكُم فَاتَّخِذوهُ جَمَلاً . ۴

1.في المصدر : «نفسي» ، وما أثبتناه هو الأصوب كما في بحار الأنوار .

2.تفسير فرات : ص ۹۴ ح ۷۸ عن حذيفة اليماني ، بحار الأنوار : ج ۲۰ ص ۱۰۴ ح ۳۰ ، وراجع : الكافي : ج ۸ ص ۳۱۸ ح ۵۰۲ .

3.الذِمامُ : بمعنى العهد ، الأمان والضمان والحرمة والحقّ (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۶۴۴ «ذمم») .

4.يقال للرجل إذا سرى ليلته جمعاء : اتّخذَ الليلَ جَمَلاً ؛ كأنّه ركبه (النهاية : ج ۱ ص ۲۹۸ «جمل») .

الصفحه من 107