البیعة (تفصیلی) - الصفحه 24

ولا تَعصوني في مَعروفٍ ، فَمَن وَفى مِنكُم فَأَجرُهُ عَلَى اللّهِ ، ومَن أصابَ مِن ذلِكَ شَيئا فَعوقِبَ بِهِ فِي الدُّنيا فَهُوَ لَهُ كَفّارَةٌ ، ومَن أصابَ مِن ذلِكَ شَيئا فَسَتَرَهُ اللّهُ فَأَمرُهُ إلَى اللّهِ ، إن شاءَ عاقَبَهُ وإن شاءَ عَفا عَنهُ . قالَ : فَبايَعتُهُ عَلى ذلِكَ . ۱

۱۱۳۷۰.المناقب لابن شهر آشوب :كانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله يَعرِضُ نَفسَهُ عَلى قَبائِلِ العَرَبِ في المَوسِمِ ، فَلَقِيَ رَهطا مِنَ الخَزرَجِ فَقالَ : ألا تَجلِسونَ اُحَدِّثُكُم ؟ قالوا : بَلى ، فَجَلَسوا إلَيهِ فَدَعاهُم إلَى اللّهِ ، وتَلا عَلَيهِمُ القُرآنَ ، فَقالَ بَعضُهُم لِبَعضٍ : يا قَومِ تَعَلَّموا ، وَاللّهِ إنَّهُ النَّبِيُّ الَّذي كانَ يوعِدُكُم بِهِ اليَهودُ ، فَلا يَسبِقَنَّكُم إلَيهِ أحَدٌ . فَأَجابوهُ ، وقالوا لَهُ : إنّا قَد تَرَكنا قَومَنا ولا قَومَ بَينَهُم مِنَ العَداوَةِ وَالشَّرِّ مِثلَما بَينَهُم ، وعَسى أن يَجمَعَ اللّهُ بَينَهُم بِكَ ، فَتَقدَمُ ۲ عَلَيهِم وتَدعوهُم إلى أمرِكَ . وكانوا سِتَّةَ نَفَرٍ .
قالَ : فَلَمّا قَدِمُوا المَدينَةَ فَأَخبَروا قَومَهُم بِالخَبرِ ، فَما دارَ حَولٌ إلّا وفيها حَديثُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، حَتّى إذا كانَ العامُ المُقبِلُ أتَى المَوسِمَ مِنَ الأَنصارِ اثنا عَشَرَ رَجُلاً ، فَلَقُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله فَبايَعوهُ عَلى بَيعَةِ النِّساءِ : ألّا يُشرِكوا بِاللّهِ شَيئا ، ولا يَسرِقوا ، إلى آخِرِها .
ثُمَّ انصَرَفوا ، وبَعَثَ مَعَهُم مُصعَبَ بنَ عُمَيرٍ يُصَلّي بِهِم ، وكانَ بَينَهُم بِالمَدينَةِ يُسَمَّى المُقرِئَ ، فَلَم يَبقَ دارٌ فِي المَدينَةِ إلّا وفيها رِجالٌ ونِساءٌ مُسلِمونَ ، إلّا دارُ اُمَيَّةَ وحُطَيمَةَ ووائِلٍ ، وهُم مِنَ الأَوسِ .
ثُمَّ عادَ مُصعَبٌ إلى مَكَّةَ ، وخَرَجَ مَن خَرَجَ مِنَ الأَنصارِ إلَى المَوسِمِ مَعَ حُجّاجِ قَومِهِم ، فَاجتَمَعوا فِي الشِّعبِ عِندَ العََقبَةِ ؛ ثَلاثَةٌ وسَبعونَ رَجُلاً وَامرَأَتانِ في أيّامِ

1.صحيح البخاري : ج ۳ ص ۱۴۱۳ ح ۳۶۷۹ وج ۱ ص ۱۵ ح ۱۸ ، سنن النسائي للبيهقي : ج ۷ ص ۱۴۲ ، السنن الكبرى للبيهقي : ج ۸ ص ۳۴ ح ۱۵۸۴۲ كلاهما نحوه ، كنز العمّال : ج ۱ ص ۱۰۱ ح ۴۵۳ .

2.في بحارالأنوار : «فَسَتَقدَمُ» .

الصفحه من 107