البیعة (تفصیلی) - الصفحه 26

ثُمَّ قالَ : اُبايِعُكُم كَبَيعَةِ عيسَى بنِ مَريَمَ لِلحَوارِيّينَ كُفَلاءَ عَلى قَومِهِم بِما فيهِم ، وعَلى أن تَمنَعوني مِمّا تَمنَعونَ مِنهُ نِساءَكُم وأَبناءَكُم . فَبايَعوهُ عَلى ذلِكَ .
فَصَرَخَ الشَّيطانُ فِي العَقَبَةِ : يا أهلَ الجَباجِبِ ۱ ، هَل لَكُم في مُحَمَّدٍ وَالصُّباةِ ۲ مَعَهُ ؟ قَدِ اجتَمَعوا عَلى حَربِكُم .
ثُمَّ نَفَرَ النّاسُ مِن مِنىً ، وفَشَا الخَبَرُ ، فَخَرَجوا فِي الطَّلَبِ ، فَأَدرَكوا سَعدَ بنَ عُبادَةَ وَالمُنذِرَ بنَ عَمرٍو ، فَأَمَّا المُنذِرُ فَأَعجَزَ ۳ القَومَ ، وأمّا سَعدٌ فَأَخَذوهُ ورَبَطوهُ بِنِسعِ ۴ رَحلِهِ ، وأَدخَلوهُ مَكَّةَ يَضرِبونَهُ ، فَبَلَغَ خَبَرُهُ إلى جُبَيرِ بنِ مُطعِمٍ وَالحارِثِ بنِ حَربِ بنِ اُمَيَّةَ ، فَأَتَياهُ وخَلَّصاهُ .
وكانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله لَم يُؤمَر إلّا بِالدُّعاءِ وَالصَّبرِ عَلَى الأَذى ، وَالصَّفحِ عَنِ الجاهِلِ ، فَطالَت قُرَيشٌ عَلَى المُسلِمينَ ، فَلَمّا كَثُرَ عُتُوُّهُم اُمِرَ بِالهِجرَةِ .
فَقالَ صلى الله عليه و آله : إنَّ اللّهَ قَد جَعَلَ لَكُم دارا وإخوانا تَأمَنونَ بِها . فَخَرَجوا أرسالاً ۵ حَتّى لَم يَبقَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله إلّا عَلِيٌّ وأبو بَكرٍ ، فَحَذَرَت قُرَيشٌ خُروجَهُ ، وعَرَفوا أنَّهُ قَد أجمَعَ لِحَربِهِم ، فَاجتَمَعوا في دارِ النَّدوَةِ ـ وهِيَ دارُ قُصَيِّ بنِ كِلابٍ ـ يَتَشاوَرونَ في أمرِهِ. ۶

۱۱۳۷۱.الطبقات الكبرى عن عُبادة بن الصامت :لَمّا كانَ العامُ المُقبِلُ مِنَ العامِ الَّذي لَقِيَ فيهِ

1.الجَباجِبُ : جمع جُبجُب ، وهو المستوي من الأرض ليس بِحَزن ، وهي أسماء منازل بمنى (النهاية : ج ۱ ص ۲۳۴ «جبجب») .

2.يقال : صبأ فلان ؛ إذا خرج من دينٍ إلى دينٍ غيره ... ويسمّون المسلمين : الصُّباة (النهاية : ج ۳ ص ۳ «صبأ») .

3.أعجَزَني فُلانٌ : أي فاتني (لسان العرب : ج ۵ ص ۳۷۰ «عجز») .

4.النِّسعُ : سَير مَظفور ، يُجعل زماما للبعير (النهاية : ج ۵ ص ۴۸ «نسع») .

5.أرسالاً: أي أفواجا وفِرقا متقطّعة يَتبع بعضهم بَعضاً (مجمع البحرين: ج ۲ ص ۷۰۰ «رسل») .

6.المناقب لابن شهر آشوب : ج ۱ ص ۱۸۱ ، بحار الأنوار : ج ۱۹ ص ۲۵ ح ۱۵ .

الصفحه من 107