البیعة (تفصیلی) - الصفحه 31

ابنَ عَمِّهِ مُصعَبَ بنَ هاشِمٍ ، فَنَزَلَ دارَ أسعَدَ بنِ زُرارَةَ ، فَاجتَمَعوا عَلَيهِ وأَسلَمَ أكثَرُهُم ، إلّا دارَ اُمَيَّةَ بنِ زَيدٍ وحَطَمَةَ ووائِلٍ وواقِفٍ ، فَإِنَّهُم أسلَموا بَعدَ بَدرٍ واُحُدٍ وَالخَندَقِ .
وفِي السَّنَةِ القابِلَةِ كانَت بَيعَةُ الحارِثِ ؛ كانوا مِنَ الأَوسِ وَالخَزرَجِ سَبعينَ رَجُلاً وَامرَأَتَينِ ، وَاختارَ صلى الله عليه و آله مِنهُم اثنَي عَشَرَ نَقيبا ؛ لِيَكونوا كُفَلاءَ قَومِهِ ، تِسعَةً مِنَ الخَزرَجِ وثَلاثَةً مِنَ الأَوسِ ، فَمِنَ الخَزرَجِ أسعَدُ وجابِرٌ وَالبَراءُ بنُ مَعرورٍ وعَبدُ اللّهِ بنُ حِزامٍ وسَعدُ بنُ عُبادَةَ وَالمُنذِرُ بنُ قَمَرٍ وعَبدُ اللّهِ بنُ رَواحَةَ وسَعدُ بنُ الرَّبيعِ ، ومِنَ القَواقِلِ ۱ عُبادَةُ بنُ الصّامِتِ ، ومِنَ الأَوسِ أبو الهَيثَمِ واُسَيدُ بنُ خُضَيرٍ وسَعيدُ بنُ خَيثَمَةَ . ۲

۱۱۳۷۵.دلائل النبوّة لأبي نعيم عن الزهريـ في ذِكرِ ما جَرى بَينَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وبَينَ الأَوسِ وَالخَزرَجِ وكَلامِهِ مَعَهُم ـ :فَمَرَّ العَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطَّلِبِ وهُوَ يُكَلِّمُهُم ويُكَلِّمونَهُ ، فَعَرَفَ صَوتَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَقالَ : ابنَ أخي ! مَن هؤُلاءِ الَّذينَ عِندَكَ ؟ قالَ : يا عَمِّ ، سُكّانُ يَثرِبَ ؛ الأَوسُ وَالخَزرَجُ ، فَدَعَوتُهُم إلى ما دَعَوتُ إلَيهِ مِن قَبلِهِم مِنَ الأَحياءِ ، فَأَجابوني وصَدَّقوني ، وذَكَروا أنَّهُم يُخرِجونَني إلى بِلادِهِم .
فَنَزَلَ العَبّاسُ بنُ عَبدِ المُطَّلِبِ وعَقَلَ راحِلَتَهُ ، ثُمَّ قالَ لَهُم : يا مَعشَرَ الأَوسِ وَالخَزرَجِ ، هذَا ابنُ أخي وهُوَ أحَبُّ النّاسِ إلَيَ ، فَإِن كُنتُم صَدَّقتُموهُ وآمَنتُم بِهِ وأَرَدتُم إخراجَهُ مَعَكُم ، فَإِنّي اُريدُ أن آخُذَ عَلَيكُم مَوثِقا تَطمَئِنُّ بِهِ نَفسي ، ولا تَخذُلوهُ ولا تَغِرّوهُ ، فَإِنَّ جيرانَكُمُ اليَهودُ ، وَاليَهودُ لَهُ عَدُوٌّ ولا آمَنُ مَكرَهُم عَلَيهِ .

1.في المصدر : «القوافل» ، والصواب ما أثبتناه . قال الجوهري : القواقل قومٌ من الخزرج ( الصحاح : ج ۵ ص ۱۸۰۳ « ققل » ) . وإنّما سُمّوا القواقل لأنّهم كانوا في الجاهلية إذا نزل بهم الضيف قالوا له : قَوقِل حيث شئت ؛ يريدون : اِذهب حيث شئت وقل ما شِئت فإنّ لك الأمان لأنّك في ذمّتي ( راجع : الثقات لابن حبان : ج ۳ ص ۳۰۲ والسيرة النبوية لابن هشام : ج ۲ ص ۲۹۴ ) .

2.المناقب لابن شهر آشوب : ج ۱ ص ۱۷۴ ، بحار الأنوار : ج ۱۹ ص ۱۵ ح ۷ .

الصفحه من 107