البیعة (تفصیلی) - الصفحه 36

فَتَبَسَّمَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وقالَ : بَلِ الدَّمُ الدَّمُ وَالهَدمُ الهَدمُ ، أنتُم مِنّي وأَنَا مِنكُم ، اُسالِمُ مَن سالَمتُم واُحارِبُ مَن حارَبتُم .
وقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أخرِجوا إلَيَّ اثنَي عَشَرَ نَقيبا يَكونونَ عَلى قَومِهِم . فَأَخرَجوهُم تِسعَةً مِنَ الخَزرَجِ وثَلاثَةً مِنَ الأَوسِ .
وقالَ لَهُمُ العَبّاسُ بنُ عُبادَةَ بنِ نَضلَةَ الأَنصارِيُّ : يا مَعشَرَ الخَزرَجِ ، هَل تَدرونَ عَلامَ تُبايِعونَ هذَا الرَّجُلَ ؟ تُبايِعونَهُ عَلى حَربِ الأَحمَرِ وَالأَسوَدِ ، فَإِن كُنتُم تَرَونَ أنَّكُم إذا نُهِكَت أموالُكُم مُصيبَةً وأَشرافُكُم قَتلاً أسلَمتُموهُ ، فَمِنَ الآنَ فَهُوَ وَاللّهِ خِزيُ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، وإن كُنتُم تَرَونَ أنَّكُم وافونَ لَهُ ، فَخُذوهُ فَهُوَ وَاللّهِ خَيرُ الدُّنيا وَالآخِرَةِ .
قالوا : فَإِنّا نَأخُذُهُ عَلى مُصيبَةِ الأَموالِ وقَتلِ الأَشرافِ ، فَما لَنا بِذلِكَ يا رَسولَ اللّهِ ؟ قالَ : الجَنَّةُ ، قالوا : اُبسُط يَدَكَ . فَبايَعوهُ . . . وكانَتِ البَيعَةُ في هذِهِ العَقَبَةِ عَلى غَيرِ الشُّروطِ فِي العَقَبَةِ الاُولى ، فَإِنَّ الاُولى كانَت عَلى بَيعَةِ النِّساءِ ، وهذِهِ البَيعَةَ كانَت عَلى حَربِ الأَحمَرِ وَالأَسوَدِ . ۱

۱۱۳۷۸.تفسير القمّي :قَولُهُ : «وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ»۲ فَإِنَّها نَزَلَت بِمَكَّةَ قَبلَ الهِجرَةِ ، وكانَ سَبَبُ نُزولِها أنَّهُ لَمّا أظهَرَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله الدَّعوَةَ بِمَكَّةَ قَدِمَت عَلَيهِ الأَوسُ وَالخَزرَجُ .
فَقالَ لَهُم رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : تَمنَعُونّي وتَكونونَ لي جارا حَتّى أتلُوَ عَلَيكُم كِتابَ رَبّي وثَوابُكُم عَلَى اللّهِ الجَنَّةُ ؟ فَقالوا : نَعَم ، خُذ لِرَبِّكَ ولِنَفسِكَ ما شِئتَ ، فَقالَ لَهُم : مَوعِدُكُمُ العَقَبَةُ فِي اللَّيلَةِ الوُسطى مِن لَيالِي التَّشريقِ .

1.الكامل في التاريخ : ج ۱ ص ۵۱۲ ، المعجم الكبير : ج ۱۹ ص ۸۹ ح ۱۷۴ عن كعب بن مالك نحوه .

2.الأنفال : ۳۰ .

الصفحه من 107