البیعة (تفصیلی) - الصفحه 46

الشَّجَرَةِ» ، وَاشتَرَطَ عَلَيهِم ألّا يُنكِروا بَعدَ ذلِكَ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله شَيئا يَفعَلُهُ ، ولا يُخالِفوهُ في شَيءٍ يَأمُرُهُم بِهِ ، فَقالَ اللّهُ عز و جل ـ بَعدَ نُزولِ آيَةِ الرِّضوانِ ـ : «إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَ مَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا» ، وإنَّما رَضِيَ عَنهُم بِهذَا الشَّرطِ : أن يَفوا بَعدَ ذلِكَ بِعَهدِ اللّهِ وميثاقِهِ ولا يَنقُضوا عَهدَهُ وعَقدَهُ ، فَبِهذَا العَهدِ رَضِيَ اللّهُ عَنهُم ، فَقَد قَدَّموا فِي التَّأليفِ آيَةَ الشَّرطِ عَلى بَيعَةِ الرِّضوانِ ، وإنَّما نَزَلَت أوَّلاً بَيعَةُ الرِّضوانِ ثُمَّ آيَةُ الشَّرطِ عَلَيهِم فيها . 1

۱۱۳۹۰.المناقب للكوفي :عَنِ ابنِ عَبّاسٍ في قَولِ اللّهِ : «لَّقَدْ رَضِىَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِى قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ» قالَ : عَلى مَن عَلِمَ مِنهُ الوَفاءَ . ۲

۱۱۳۹۱.المصنّف لابن أبي شيبة عن إياس بن سلمة عن أبيه :بَعَثَت قُرَيشٌ خارِجَةَ بنَ كُرزٍ يَطَّلِعُ عَلَيهِم طَليعَةً ، فَرَجَعَ حامِدا يُحسِنُ الثَّناءَ ، فَقالوا لَهُ : إنَّكَ أعرابِيٌّ قَعقَعوا لَكَ السِّلاحَ فَطارَ فُؤادُكَ ، فَما دَرَيتَ ما قيلَ لَكَ وما قُلتَ !
ثُمَّ أرسَلوا عُروَةَ بنَ مَسعودٍ ، فَجاءَهُ فَقالَ : يا مُحَمَّدُ ، ما هذَا الحَديثُ تَدعو إلى ذاتِ اللّهِ ، ثُمَّ جِئتَ قَومَكَ بِأَوباشِ النّاسِ مَن تَعرِفُ ومَن لا تَعرِفُ ، لِتَقطَعَ أرحامَهُم وتَستَحِلَّ حُرمَتَهُم ودِماءَهُم وأَموالَهُم ؟ !
فَقالَ : إنّي لَم آتِ قَومي إلّا لِأَصِلَ أرحامَهُم ، يُبَدِّلُهُمُ اللّهُ بِدينٍ خَيرٍ مِن دينِهِم ، ومَعائِشَ خَيرٍ مِن مَعائِشِهِم . فَرَجَعَ حامِدا يُحسِنُ الثَّناءَ .
فَاشتَدَّ البَلاءُ عَلى مَن كانَ في يَدِ المُشرِكينَ مِنَ المُسلِمينَ . فَدَعا رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله

1.تفسير القمّي : ج ۲ ص ۳۱۵ ، بحار الأنوار : ج ۲۰ ص ۳۵۴ ح ۴ .

2.المناقب للكوفي : ج ۱ ص ۳۷۹ ح ۲۹۸ ؛ الدرّ المنثور : ج ۷ ص ۵۲۳ نقلاً عن ابن أبي حاتم .

الصفحه من 107