البیعة (تفصیلی) - الصفحه 47

عُمَرَ ، فَقالَ : يا عُمَرُ ، هَل أنتَ مُبَلِّغٌ عَنّي إخوانَكَ مِن اُسارَى المُسلِمينَ ؟ قالَ : بَلى يا نَبِيَّ اللّهِ ، وَاللّهِ ما لي بِمَكَّةَ مِن عَشيرَةٍ ، غَيري أكثَرُ عَشيرَةً مِنّي ! فَدَعا عُثمانَ فَأَرسَلَهُ إلَيهِم .
فَخَرَجَ عُثمانُ عَلى راحِلَتِهِ حَتّى جاءَ عَسكَرَ المُشرِكينَ ، فَعَتَبوا بِهِ وأَساؤوا لَهُ القَولَ ، ثُمَّ أجارَهُ أبانُ بنُ سَعيدِ بنِ العاصِ ابنُ عَمِّهِ ، وحَمَلَهُ عَلَى السَّرجِ ورَدِفَهُ ۱ ، فَلَمّا قَدِمَ قالَ : يَابنَ عَمِّ ، ما لي أراكَ مُتَخَشِّعاً أسبَلَ ؟ وكانَ إزارُهُ إلى نِصفِ ساقَيهِ ، فَقالَ لَهُ عُثمانُ : هكَذا إزرَةُ صاحِبِنا . فَلَم يَدَع أحَدا بِمَكَّةَ مِن اُسارَى المُسلِمينَ إلّا أبلَغَهُم ما قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله .
قالَ : فَبَينَما نَحنُ قائِلونَ ۲ نادى مُنادي رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله : أيُّهَا النّاسُ ! البَيعَةَ البَيعَةَ ، نَزَلَ رُوحُ القُدُسِ ، فَثِرنا إلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وهُوَ تَحتَ شَجَرَةِ سَمُرَةٍ ۳ فَبايَعناهُ ، وذلِكَ قَولُ اللّهِ : «لَّقَدْ رَضِىَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ» . فَبايَعَ [النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله ]لِعُثمانَ إحدى يَدَيهِ عَلَى الاُخرى ، فَقالَ النّاسُ : هَنيئا لِأَبي عَبدِ اللّهِ ، يَطوفُ بِالبَيتِ ونَحنُ هاهُنا .
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : لَو مَكَثَ كَذا وكَذا سَنَةً ما طافَ حَتّى أطوفَ . ۴

۱۱۳۹۲.المستدرك على الصحيحين عن عبادة بن الصامت عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مَن يُبايِعُني

1.المُرتدف : هو الذي يركب خلف الراكب (الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۶۳ «ردف») .

2.قائِلون : أي نائمون نصف النهار (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۵۳۶ «قيل») .

3.السَّمُرُ : ضربٌ من شجر الطلح ، وهي الشجرة التي كانت عندها بيعة الرضوان عام الحُديبية (النهاية: ج ۲ ص ۳۹۹ «سمر») .

4.المصنّف لابن أبي شيبة : ج ۸ ص ۵۱۱ ح ۱۵ ، تفسير الطبري : ج ۱۳ الجزء ۲۶ ص ۸۶ ، تفسير ابن كثير : ج ۷ ص ۳۱۵ ، تاريخ الطبري : ج ۲ ص ۶۳۲ ، دلائل النبّوة للبيهقي : ج ۴ ص ۱۳۴ ، تاريخ دمشق : ج ۳۹ ص ۷۷ كلّها نحوه ، كنزالعمّال : ج ۱ ص ۳۳۱ ح ۱۵۳۲ .

الصفحه من 107