البیعة (تفصیلی) - الصفحه 56

مالِهِ هَناتٍ ، فَلا أدري أيَحِلُّ لي أم لا ؟ فَقالَ أبو سُفيانَ : ما أصَبتِ مِن مالي فيما مَضى وفيما غَبَرَ فَهُوَ لَكِ حَلالٌ .
فَضَحِكَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وعَرَفَها ، فَقالَ لَها : وإنَّكِ لَهِندٌ بِنتُ عُتبَةَ ؟ قالَت : نَعَم ، فَاعفُ عَمّا سَلَفَ يا نَبِيَّ اللّهِ ، عَفَا اللّهُ عَنكَ .
فَقالَ صلى الله عليه و آله : ولا تَزنينَ . فَقالَت هِندٌ : أوَ تَزنِي الحُرَّةُ ؟ ... .
فَقالَ صلى الله عليه و آله : ولا تَقتُلنَ أولادَكُنَّ . فَقالَت هِندٌ : رَبَّيناهُم صِغارا وقَتَلتُموهُم كِبارا ، وأَنتُم وهُم أعلَمُ ! وكانَ ابنُها حَنظَلَةُ بنُ أبي سُفيانَ قَتَلَهُ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليه السلام يَومَ بَدرٍ ، فَضَحِكَ عُمَرُ حَتَّى استَلقى ، وتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله .
ولَمّا قالَ : ولا تَأتينَ بِبُهتانٍ ، فَقالَت هِندٌ : وَاللّهِ إنَّ البُهتانَ قَبيحٌ وما تَأمُرُنا إلّا بِالرُّشدِ ومَكارِمِ الأَخلاقِ . ولَمّا قالَ : «وَلَا يَعْصِينَكَ فِى مَعْرُوفٍ» ، فَقالَت هِندٌ : ما جَلَسنا مَجلِسَنا هذا وفي أنفُسِنا أن نَعصِيَكَ في شَيءٍ . ۱

۱۱۴۱۳.الإمام الصادق عليه السلام :لَمّا فَتَحَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله مَكَّةَ بايَعَ الرِّجالَ ، ثُمَّ جاءَ النِّساءُ يُبايِعنَهُ ، فَأَنزَلَ اللّهُ عز و جل : «يَاأَيُّهَا النَّبِىُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْـ?ا وَ لَا يَسْرِقْنَ وَ لَا يَزْنِينَ وَ لَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَ لَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَ أَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِى مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ» ، فَقالَت هِندٌ : أمَّا الوَلَدُ فَقَد رَبَّينا صِغارا وقَتَلتَهُم كِبارا .
وقالَت اُمُّ حَكيمٍ بِنتُ الحارِثِ بنِ هِشامٍ ـ وكانَت عِندَ عِكرِمَةَ بنِ أبي جَهلٍ ـ : يا رَسولَ اللّهِ ، ما ذلِكَ المَعروفُ الَّذي أمَرَنَا اللّهُ أن لا نَعصِيَنَّكَ فيهِ ؟

1.مجمع البيان : ج ۹ ص ۴۱۴ ، بحار الأنوار : ج ۲۱ ص ۹۸ ؛ تفسير القرطبي : ج ۱۸ ص ۷۱ ، تفسير ابن كثير : ج ۸ ص ۱۲۴ عن ابن عبّاس ، تاريخ الطبري : ج ۳ ص ۶۱ عن قتادة السدوسي ، تاريخ دمشق : ج ۷۰ ص ۱۸۱ عن مقاتل بن سليمان و كلّها نحوه .

الصفحه من 107